ما يميّز المسيحي الحقيقي عن المزيّف هي حياة وكلمة المسيح فيه، والتجديد والتغيير والتشكيل اليومي الواضح في أفعاله و ردود أفعاله وسلوكياته، فهي حياة ركض وسعي وجهاد لا ننظر فيها لأنفسنا ولا نراقب وندين الآخرين بل نتبعه ونعبده بقلب كامل ونفس راغبة ونخافه في حياتنا السرية ونخدمه بدافع تمجيده خفيةً، فنقوم ونبني ونعمل وننجح ونفرح ونستمتع بحضوره وسلامه ونعرفه ونختبر قوة قيامته ونصبر في شركة آلامه منتظرين سرعة مجيئه، فلا يشغلنا عنه شيء أو شخص، ولا يفصلنا عن حبّه شدة أو ضيق أو جوع أو عري أو خطر أو سيف، ولن ننتصر سوى في تبعيّته والإتكال عليه والإرتماء في حضنه والسير بقيادته في موكب نصرته، هيا نصحو نسهر وننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدّام ونسعى نحو الغرض الحقيقي ونركض ونجاهد في الحياة السرية بالصلاة والصوم وبتدريبات روحية مختبرين عمله التطوّري الروحي في حياتنا الروحية والعملية ومتوقّعين شفاء لكل إساءة وجرح ومرض روحي ونفسي تعرّضنا له وعزاء لكل حزن وضيق ورجاء لكل خوف وظلم وإضطراب وكرب ويأس فينا. المسيحية حياة وثورة داخلية وتطوّر روحي، مش ديانة وفرايض وطقوس وممارسات ونظام تحسين أخلاقي.
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry