ربي ومخلّصي وسيّدي يسوع المسيح،
اسألك أن تجعل من هذه الأيام المجيدة نهضة روحية حياتية ممتدة ومستمرة وليست موسمية، تعلّمنا فيها الحب الحقيقي الغير مشروط، وتدرّبنا فيها على العطاء والتضحية حتى الموت، وتمكنّنا فيها من الغفران وقبول الآخر ونسيان كل إساءة وجرح من الآخرين، وتقنعنا فيها بأن نحيا بمعاني الصليب كل يوم فنهتم باحتياجات الآخرين وتمتلأ حياتنا بالعطاء أكثر من الأخذ ونحب الكل حتى الاعداء ونصلّي لأجل المسيئين إلينا ومن يضطهدوننا ونبارك الذين يلعنوننا، ويكون فخرنا الحقيقي هو الصليب، ويكون شعارنا المرفوع دائماً مع المسيح صُلِبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ، ويكون الحب الذي فينا agape الممنوح منك وحدك فنحب بغير شروط وبلا حدود وإذا فرغت خزينة الحب فينا نستمده منك لأنك محبة ومحبتك ليست مجرّد صفة بل طبيعتك يا مُطلَق الحب وكلّي الحب، فاجلعنا نفرح بصليبك وآلامك وقيامتك وأمجادك والحالة والمكانة والقيمة والقامة والقيامة التي نحيا فيها الآن بما فعلته لأجل كل واحد فينا آمن وصدّق عمل نعمتك الغني وحبّك لكل العالم، واصلبنا عن الذات والشهوات والكبرياء والرياء والأنانية والطائفية والتعصّب واشفنا من أمراضنا الروحية وايقظنا برسالة الصليب والقيامة وانهضنا فنحيا معك ولأجلك نُمات كل النهار، ولا تجعل ذكرى صليبك وموتك وقيامتك مجرّد ذكرى موسمية أو عيد سنوي بل كل يوم نعيّد لأن فصحنا المسيح قد ذُبِح لأجلنا، وهبنا أن نعيش فيما بعد لا أنفسنا بل للذي مات عنّا وقام. أرِنا سيادتك وعظمتك وسلطانك وقوّتك حتى في ساعات آلامك من البشر وفي جثسيماني وعند الجلجثة فلا نحزن كالباقيين بل نرى سيادتك ونصرتك وقيامتك يا رجاء قلوبنا وعزاء نفوسنا يا من لك سلطان أن تضعها وأن تأخذها ايضاً، نأتي لك معترفين بإنكارنا لك كبطرس وخيانتنا كيهوذا وشكّنا كتوما وتديّننا الزائف كشاول ومحبتنا للعالم كديماس، فأرِنا رؤى وتأملات ودروس ومعاني جديدة حقيقية في موتك وآلامك وحبّك ورحمتك وفداءك فنسلّم الحياة بأكملها لك ونتغيّر كل يوم عن شكلنا بتجديد أذهاننا ونملّكك على قلوبنا التي استولى عليها سادة سواك فتملُك عليها وتغيّرها وتحرّرنا بالحق وتقيمنا معك فنسلُك في جدّة الحياة ونطلب ونهتم بما فوق ونسلك بالروح ولا نكمّل شهوات الجسد.
"أحبّني ربي .. نعم أحبّني .. يسوع قد أحبّني .. لذا مات عنّي!"
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!