التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة آلام المسيح في الصليب ونصرته في القيامة

ربي ومخلّصي وسيّدي يسوع المسيح،
اسألك أن تجعل من هذه الأيام المجيدة نهضة روحية حياتية ممتدة ومستمرة وليست موسمية، تعلّمنا فيها الحب الحقيقي الغير مشروط، وتدرّبنا فيها على العطاء والتضحية حتى الموت، وتمكنّنا فيها من الغفران وقبول الآخر ونسيان كل إساءة وجرح من الآخرين، وتقنعنا فيها بأن نحيا بمعاني الصليب كل يوم فنهتم باحتياجات الآخرين وتمتلأ حياتنا بالعطاء أكثر من الأخذ ونحب الكل حتى الاعداء ونصلّي لأجل المسيئين إلينا ومن يضطهدوننا ونبارك الذين يلعنوننا، ويكون فخرنا الحقيقي هو الصليب، ويكون شعارنا المرفوع دائماً مع المسيح صُلِبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ، ويكون الحب الذي فينا agape الممنوح منك وحدك فنحب بغير شروط وبلا حدود وإذا فرغت خزينة الحب فينا نستمده منك لأنك محبة ومحبتك ليست مجرّد صفة بل طبيعتك يا مُطلَق الحب وكلّي الحب، فاجلعنا نفرح بصليبك وآلامك وقيامتك وأمجادك والحالة والمكانة والقيمة والقامة والقيامة التي نحيا فيها الآن بما فعلته لأجل كل واحد فينا آمن وصدّق عمل نعمتك الغني وحبّك لكل العالم، واصلبنا عن الذات والشهوات والكبرياء والرياء والأنانية والطائفية والتعصّب واشفنا من أمراضنا الروحية وايقظنا برسالة الصليب والقيامة وانهضنا فنحيا معك ولأجلك نُمات كل النهار، ولا تجعل ذكرى صليبك وموتك وقيامتك مجرّد ذكرى موسمية أو عيد سنوي بل كل يوم نعيّد لأن فصحنا المسيح قد ذُبِح لأجلنا، وهبنا أن نعيش فيما بعد لا أنفسنا بل للذي مات عنّا وقام. أرِنا سيادتك وعظمتك وسلطانك وقوّتك حتى في ساعات آلامك من البشر وفي جثسيماني وعند الجلجثة فلا نحزن كالباقيين بل نرى سيادتك ونصرتك وقيامتك يا رجاء قلوبنا وعزاء نفوسنا يا من لك سلطان أن تضعها وأن تأخذها ايضاً، نأتي لك معترفين بإنكارنا لك كبطرس وخيانتنا كيهوذا وشكّنا كتوما وتديّننا الزائف كشاول ومحبتنا للعالم كديماس، فأرِنا رؤى وتأملات ودروس ومعاني جديدة حقيقية في موتك وآلامك وحبّك ورحمتك وفداءك فنسلّم الحياة بأكملها لك ونتغيّر كل يوم عن شكلنا بتجديد أذهاننا ونملّكك على قلوبنا التي استولى عليها سادة سواك فتملُك عليها وتغيّرها وتحرّرنا بالحق وتقيمنا معك فنسلُك في جدّة الحياة ونطلب ونهتم بما فوق ونسلك بالروح ولا نكمّل شهوات الجسد.
"أحبّني ربي .. نعم أحبّني .. يسوع قد أحبّني .. لذا مات عنّي!"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي