لماذا يارب..؟ّ!
ولماذا لا تأخذ نفسي؟!
خُذها فأنا لا أستطيع إقتنائها والحفاظ عليها،
فأنا في حزن وإضطراب وإكتئاب وشكوى وأنين وملل وحيرة كل يوم بل وكل اليوم،
وحاولت إقتناء نفسي فلم أنجح حتى في أن أحفظ نفسي في سلام وفرح وهدوء وسكينة وإطمئنان،
وأنا في هزائم وسقطات وضعفات متكرّرة وشعور بالذنب واليأس والإحباط حتى وصلت للفشل،
وحاولت ضبط نفسي فلم أنجح حتى في التدريب على الإتزان والعفة والهروب والنقاوة والطهارة،
وأنا في وحدة وعزلة وضيق وظلم وأشعر بأني قد نُسيت أو رُفِضت أو نُبِذت من الجميع دون أي حب،
وحاولت أن أصلح علاقاتي وابحث عن آخرين واغيّر من سلوكياتي وأخلاقي وتصرّفاتي وأقوالي ولازلت أبحث عن الحب،
كفى يارب..
خُذ نفسي الآن!
لا لأهرب من هذه الحياة بل لأعرف قيمتي وهويّتي عندك،
لا لأتوهّم وأتخيّل بحلول بل لأدرك واختبر السلام والفرح والسكينة في حضنك،
لا لأموت وأُدفَن وتنتهي حياتي بل ستبدأ بمعرفتي لك والتصاقي بك فأحيا معك للأبد مُقاماً من موتي الروحي وانفصالي عنك،
لا للتخدير والتسكين المؤقت للآلام وعن الظروف بل لأسلّم كل لحظة لعنايتك ومشيئتك واثقاً بصلاحك وسيادتك وأمانتك،
لا لأبتعد عن الناس وانعزل عنهم بل لأعرف نفسي وأعرف الإنسان وأحب نفسي وقريبي كنفسي وقبل ذلك أن أحبّك لأنك أحببتني أولاً،
لا لاعتناق ديانة ومذهب بشري بل لأعبدك وأعرفك فأنت معتقدي وديني اتعلّم واتغيّر واتجدّد كل يوم بالتواجد في حضرتك والاستماع لصوتك ودراسة كلمتك،
لذا خُذ نفسي الآن وعرّفني من أنا ومن أنت ولماذا أنا هنا وهل من رجاء وما هو معنى الحياة وغرضها!
خُذها فتأخُذَك النصيب الصالح، وتحبّك وتطلبك دائماً، وتقترب منك وتشبع بك، وتعرف قيمتها وهويّتها فيك، وتعرف الحياة الأبدية في معرفتك، وتضمن الرجاء والخلاص على أساس وعودك، وتحيا في نصرتك وتحت سيادتك، وتسكن في أمان وإطمئنان وسلام برغم الظروف، وتفرح وتتحرّر بالحق، وتسلّم لقضاءك العادل ومشيئتك الرائعة، وتنتظر سرعة مجيئتك فتكون دائماً معك وجهاً لوجه ستراك!
خُذني يارب!