في أحد الأيام التي لا تُنسى في حياتي،اثناء دراستي الثانوية،كان لديّ عطلة لمدة اسبوع من الدراسة،ففكّرت للذهاب الى صعيد مصر لزيارة اقاربي واصحابي والمؤمنين هناك،فأنا أحب الصعيد نظراً لكوني صعيدي الأصل ونظراً لحبّي للبساطة الحقيقية التي أجدها هناك في كل شيء يتعلّق بحياتهم العملية وحتى الروحية.لذا اتصلت بأحد المرشدين الروحيين لي وأوصيته أن يبلغني اذا قرّر أن يذهب الى هناك لكي ارافقه واتشجّع به وبزيارة احبائنا هناك كقافلة خيرية وروحية لاخوتنا المؤمنين هناك لنتعزّى ونتشجّع بالإيمان المشترك،ثم ابلغني بعدها بيوم عزمه على الذهاب غداً فوافقت على الذهاب معه وأعددت العدّة وجلست لأصلّي ليلة السفر حتى يساعدني الله كي أعمل عمله بلا رخاوة وبحب وغيرة نقية مقدّسة وأن استغل هذه العطلة لتمجيد اسمه ولو بأبسط الأعمال التي سأقوم بها هناك فلست بواعِظ أو مرنّم أو مقتدر في البلاغة واللباقة والدراية الروحية لكنّي اعتمد على إرشاده وقوّته وعمله فيّ وفي النفوس التي سأخدمها ولو بإبتسامة في وجوههم وبالجلوس والاستماع لهم.وبعدما وصلنا هناك نمت حتى العصر وبعد ان استيقظت نويت الخروج من الاستراحة الى الحقول والمزار...
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry