التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2013

وبهذا أنا أفرح

"وبهذا أنا أفرح، بل سأفرح ايضاً" هي كلمات تحدّث بها الرسول بولس في رسالته لكنيسة فيلبي عن شعوره تجاه العمل الروحي والعاملين فيه مهما اختلفت توجهاتهم وسلوكياتهم واهدافهم ونيّاتهم ودوافعهم، فهو ليس قاضياً او ديّاناً او حاكماً عليهم ولكنه يشعر بالفرح والسرور لأن عمل الرب ينمو ويزدهر سواء بمشاركته أو بمشاركة الآخرين بمختلف مقاصدهم وأغراضهم، كان يعمل ويثابر حتى في وثقه وقيوده واثناء تعذيبه وضربه والقاء اتهامات وادعاءات باطلة كاذبة غرضها التشهير به وتشويه سمعته وشهادته عن حقد وحسد وافتراء، كان يجاهد بالرغم من تقصير التلاميذ وضعف وعدم ترتيب أمور كثير في الكنائس وترك ديماس له وآخرين ايضاً، كان يدافع بمنطقية عن الرجاء الحي والايمان الصريح والصحيح دون خوف او مساومة او هروب وبوداعة ووقار، كان يحارب افكار وبدع غير صحيحة ولا يحارب اشخاص ويتشاجر معهم ويجادلهم بل يحب ويقبل الكل، كان صانعاً للسلام كما فعل بين فليمون وعبده أنسيمس، كان يشهد للنور والحق مع كل فرد بعينه وفي البيوت وبجهارة في الاماكن العامة، كان يستخدم موهبته الممنوحة من الله ويضرمها لمجد الله وبينيان وربح النفوس، كان يعلم دوره و...

الدوجماطيقية الاقصائية

هناك طائفية نابعة عن دوجماطيقية موروثة ومُكتسبة وناتجة عن فقدان حق هام بل وكل الحق وهو:/ أن العالي والقدوس والبار يقترب من الضالين والبعيدين والفُجّار دون تخويف أو تهديد أو إجبار، فالكلمة قريبّة منّا والربُّ ليس عنّا ببعيد وتجسّد في لاهوت كامل وناسوت كامل والأبدية في قلوبنا ومعرفته فينا بل وقدرته السرمدية ولاهوته ولا عذر لأي إنسان، وهناك فرق بين الدوجماطيقية التي تعني الإدعاء بامتلاك الحق المُطلَق والايمان ومعرفة الحق والبحث عن الحقيقة.

خواطر - يوحنا المعمدان

خواطر - "يوحنا المعمدان":/ "دُعي للعمل وأُفرَز للعمل والشهادة للنور والحق، أُرسِل ليعِد طريق الرب، صوت صارِخ في البرية، نادى بالتوبة، كان موقّراً ويهابه الحكام والملوك نظراً لجهارته وشجاعته وجرأته التي لا تعرف المجاملات والمساومات، كان بسيطاً في أسلوب حياته التي ظهرت في زيّه وطعامه اليومي، لم يطلُب المجد لذاته بل كان يمجّد الذي خلقه ودعاه وأنار قلبه وأفرزه للشهادة عن النور والحق في عالم باطِل ومُظلِم وكان يقول"ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُص" .. ولكن من الصعب أن تغفل عن أيامه الأخيرة قبل موته وقطع رأسه، فهو من أرسل تلاميذه وأتباعه في وجوده في السجن لكي يسألوا المسيح الذي شهد له وعمّده وخدمه طوال حياته قائلين "أحقاً انت المسيّا أم ننتظر آخر؟" .. يا للعجب، طوبى لمن لا يعثُر في الحق، طوبى لمن لا يكتفي بمعرفة عقلية واختبارية وقلبية محدودة، طوبى لمن لا يفصله شيئاً عن محبة المسيح، طوبى لمن لا يهمّه المعاناة والألم في رحلة إيمانه ورسالته للنور والحق والحب والخير والسلام، طوبى للذي يسعى نحو الغرض الواحد ويتعظّم المسيح في جسده سواء بحياة أم بموت، فهو حياتنا و...

الباب الضيق

ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدّي إلى الحياة وقليلون هم الذين يدخلونه، فلا تتعجّب وتتحيّر من الضيقات والاضطهادات وكل المحاربات عليك في رحلة إيمانك، فربما لا تجد سلاماً مع من حولك بل سيفاً مسلولاً. فلا ترتع ولا  تضطرب، اخرج خارج دائرة ذاتك ولا تكن في مركز الدائرة بل كنقطة في محيطها دون تمركز حول ذاتك وظروفك واجعل المركز للاله الحي الحقيقي الحكيم القادر على كل شيء، واعبده بقلب كامل ونفس راغبة، ولا تحتار فعنده إجابة وتفسير للشر والألم والمعاناة، وما أحلى أن تحيا في مشيئته وتعرف مقاصده، فقط اعرفه معرفة القلب والعقل والاختبار، واتبعه تاركاً كل شيء يقيّدك ويقودك للإبتعاد عنه، وطوبى لمن لا يعثُر فيه.

الكلمة في اليونانية

تعبير ( الكلمة ) كما ورد في الكتاب المقدس في اللغة اليونانية عن المسيح في مصطلحين هما : 1- " ريما " ( Hrema)  وهذا التعبير يركز على العمل الديناميكي في الخليقة لإعلان الله للبشر . 2- " لوجوس" ( Logos) وهذا المصطلح يركز على طبيعة الكلمة ، وقد استخدمت في النبوات التي تتكلم عن المسيح بمعني " المدبر ". ** إذا ( ريما ) تعني عمل الكلمة في الخليقة كما يقول " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما..  كان كان في العالم       وكون العالم به".    وأيضا : فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ    سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ "( كو 1: 16 و17 ).   ** أما ( اللوجوس ) فتعني طبيعة الكلمة اللاهوتية : " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله " وهي تعني: 1- عقل الله : فهو المصمم والراسم لكل الخلائق. ( كو 1 : 16 ) 2- مشيئة الله : هو الذي أر...

النزاع السياسي

في السياسة، تُمحى وتختفي الأصالة والنقاوة والصدق والأمانة والمصلحة العامة، فلا تُقدّس الحاكِم أو المُعارِض، ولا تعبد كاريزما قيادية معيّنة، ولا تُعادي الند والمُعارِض لرأيك وفكرك وتوجّهك، ولا تنتقد الرأس وحدها بل الجسد ايضاً فالرأس سقيم والجسد كله مريض وكلنا بحاجة للشفاء، وليست المعركة بين طرف صالح وطرف فاسد بل بين طرف فاسِد وسيّء وطرف أفسد وأسوأ منه، واحذر أن تتخلّى عن مباديء الإنسانية والأخلاق السامية في مواجهتك ومعارضتك لمن يعاديك، ولا تنظُر للماضي المؤلم، ولا تتمسّك بالشعور بالدونية والإحباط من الحاضر والمستقبل، كن ثائراً بداخلك أولاً، إعمل العقل، انتقد بإيجابية ومنطقية وكن بنّاءاً ومشاركاً في المصلحة العامة وصنع السلام والمواطنة والنجاح الفردي والجماعي، ولا تحتمي وتتكل على ذراع البشر بل اتكل على ربّك رب الكل والمتسلّط على الكل والإله الحكيم القادر على كل شيء واعمل واسلك بأمانة وتقوى حقيقية داخلية أمامه وأمام الناس، واشهد للحق والخير والحب والرحمة.

الحب الحقيقي والمغشوش

في ظل القمع والكبت والحرمان، وفي ظل بيع سلعة أغاني الرومانسية والأشجان، وفي ظل عبادة (الانفعالات) او (الجفاء والجمد)، أو عبادة قهرية جبرية لا تعرف الإقناع والمنطقية والإستمتاع، وفي ظل الشهوانية الحيوانية، وفي ظل انحدار معدل الصبر وطول الاناة والتعفّف والغفران، وفي ظل مشاهدة الحب فقط في مسلسلات او أفلام .. اصرخ الى إله الحب كي يعرّفنا الحب فيه، ويُعرّفنا معنى الحياة والإنسان، ويغيّرنا باختراقه لنا بحبّه الأبوي الغير مشروط الذي ظهر في خلقه ومعاملاته وفدائه بالعمل والحق وإلى الأبد، ما أعجبها نعمة!!

حرية العقيدة

هل يُعقَل هذا؟ صدِّق أو لا تُصدِّق .. هل يُوجَد إله له ديانة واحدة حصرية مُكمِّلة لرسالات سماوية مُسبَقة؟ وهل هذا الإله يرفض العقلانية والبحث العلمي خارج نصوصه المُقدّسة؟ وهل يُجبّر البشر على عبادته وحده؟ وماذا عن وجهة نظره ورأيه ورأي اتباعه في الرسالات "السماوية المُسبقة" ونصوصها والمؤمنين بها على مر العصور حتى الآن؟ وماذا عن البشر الذين لم يسمعون رسالته؟ وماذا عن الذين رفضوه ورفضوا رسالته؟ وهل الإله الخالق هذا يخلق المرأة أقل شأناً عن الرجل؟ وهل في هذا عدلٍ؟ وهل....ً؟ إلخ الرجاء التوقّف عن ترقيع وتجميل ومكيجة عقائد بشرية محدودة، وخضوع النصوص "المقدسة" للتأويل والمراجعة، وإعمال العقل النقدي في البحث والتفتيش والفحص عن وجود إله وعن منطقية وصحة العقائد البشرية التي نعتنقها، ورفض السكوت عن الحق والبحث عن الحقيقة مقترنة بالعلم والتاريخ واللاهوت والفلسفة والجغرافيا واللغة، فالحق يُحرِّر، والإستنارة قادِمة لا محالة!

رأيت الله

في تعقيد تفسير ودراسة جسد الانسان في اعضائه وأطرافه وسريان الدورة الدموية والمخ الذي يُشكّل غرفة التحكم، وفي صعوبة الوصول لتفاصيل كيفية حركة الاطراف وجاهزية وحيوية الاوضاع دون توقّف أو ضمور، وفي صعوبة الوصول لكمال العلم بل بتلهّف نسعى وننبش آبار العلم والمعرفة حول التفسيرات العلمية لكل ما يخص الروح والنفس والجسد ومعرفة أسباب واعراض وعلاج جميع الامراض. وفي محدودية العقل أمام لا محدودية الخلق والوجود والطبيعة والكيمياء والاحياء في صنعتهم وفي استمرار النظام والتناغم والانسجام فيهم دون فوضى أو توقّف أو نشاز، وفي تساؤلات البشر وأحاديثهم وحواراتهم ونقاشاتهم عن صفات و وجود إله ومصمّم وصانع مُبدِع وذكي، وفي وجود الوعي والإرادة الحرّة والعقل المفكّر والتشوّق للتلامس وإدراك ما وراء الطبيعة، وفي وجود أحداث ومواقف تفوق إدراك العقل في حياتنا اليومية في اختباراتنا واختبارات من حولنا عبر التاريخ البشري، وفي إزدياد اللادينية واللاأدرية والإلحاد الجزئي الرافض لمعتقدات قهرية جبرية لا تبنى على الإقناع ولا تكن عبادتها بإستمتاع، وفي إزدياد الجهد والمثابرة والتضحية في طريق التشكّك والعقل النقدي ورفض الدوجما...

محبته تحصرني

اخترقني واحصرني بمحبتك من هامة رأسي إلى باطِن قدمي، عرِّفني مرجعيّة وأصل الحب فيك، فهّمني تعب المحبة وعطائها، ارني مشهد الآلام والجراحات الجسدية والنفسية والصرخات الحقيقية والأقوال المؤثرة الصادقة المعبِّرة عن حبّك لي ولكل العالم حتى الموت في الجلجثة، حب يغفر ويستر ويطهّر ويحرّر، مُطلق وكامل، يعطي بلا شروط وبدون مقابل، يقبل الادنياء والفقراء والجهال، يحتمل حتى الموت، يصبر على البعيدين والمعاندين، يجذب الجميع، يتأنى ويرفق بالضعيف والساقط والمسكين، لا يحسد ولا يظن السوء، وبرغم عدم استحقاقنا لكنه أجزل لنا بنعمته الحب وكل شيء، فالحب أزلي مرتبط بأزلية وجوده، ولا يسقُط(يفشَل) أبداً.

أنواع الملح

أنواع الملح .. فاسد (بلا طعم ورائحة) & شديد الملوحة ( ضار وصعب المذاق والتأثير) & صالح (صحي وجيد في المذاق والتأثير) & مُخزّن وعتيق (بلا انتشار واستخدام وتسويق) .. وأخيراً تذكّر الوصية "انتم ملح الأرض" .. هل فسد الملح ويُداس من الناس أم انه يذوب في الارض ذوباناً بلا اندماج؟

اتبعني انت!

هناك من يعمل ويخدم لربح النفوس ومجد الله، وهناك من يفعل ذلك لربحٍ قبيح ومجد الذات .. هناك من يفرح لعمل الله من خلاله ومعه ومن خلال خلاص النفوس ونموّها الروحي، وهناك من يحزن ويغتاظ بالصواب في نجاح ونهضة عمل الله في نفوس المؤمنين والبعيدين .. هناك من يحلّل وينتقد للبناء والإيجابية والعمل الشاق بمؤازرة الروح وبصلاة القديسين، وهناك من ينتقد ويعترض ويقارن بدافع الغيرة المُرّة وإقتناعاً بكماله وبرّه الذاتي وكمال علمه ومعرفته .. ولكنّي لا أهتم وأغتم، لا أدع للإحباط مكاناً، واترك لربي وإلهي الفرصة كي يحكُم ويقضي ويُدين، ويدعوني ويدعوك قائلاً " اتبعني انت".

قانونية أسفار الكتاب المقدس

ينبغي ألا نعتبر أن الكنيسة هي التي أوجدت مجموعة الأسفار القانونية، أو أسبغت السلطة القانونية على كتابات الانبياء والرسل. فإن هذه الكتابات في حقيقة الواقع منذ تدوينها كان لها فوراً سلطانها في الكنيسة واستخدمت كقانون ينظم الحياة والإيمان، فكلمة الله التي لم تكن مكتوبة في البداية ثم تم تدوينها لا تستمد سلطتها من البشر ولا حتى من سلطة جماعة المؤمنين، بل من الله الذي يسهر عليها ويستدعي الإعتراف بها - هيرمان بافينك