"وبهذا أنا أفرح، بل سأفرح ايضاً"
هي كلمات تحدّث بها الرسول بولس في رسالته لكنيسة فيلبي عن شعوره تجاه العمل الروحي والعاملين فيه مهما اختلفت توجهاتهم وسلوكياتهم واهدافهم ونيّاتهم ودوافعهم، فهو ليس قاضياً او ديّاناً او حاكماً عليهم ولكنه يشعر بالفرح والسرور لأن عمل الرب ينمو ويزدهر سواء بمشاركته أو بمشاركة الآخرين بمختلف مقاصدهم وأغراضهم، كان يعمل ويثابر حتى في وثقه وقيوده واثناء تعذيبه وضربه والقاء اتهامات وادعاءات باطلة كاذبة غرضها التشهير به وتشويه سمعته وشهادته عن حقد وحسد وافتراء، كان يجاهد بالرغم من تقصير التلاميذ وضعف وعدم ترتيب أمور كثير في الكنائس وترك ديماس له وآخرين ايضاً، كان يدافع بمنطقية عن الرجاء الحي والايمان الصريح والصحيح دون خوف او مساومة او هروب وبوداعة ووقار، كان يحارب افكار وبدع غير صحيحة ولا يحارب اشخاص ويتشاجر معهم ويجادلهم بل يحب ويقبل الكل، كان صانعاً للسلام كما فعل بين فليمون وعبده أنسيمس، كان يشهد للنور والحق مع كل فرد بعينه وفي البيوت وبجهارة في الاماكن العامة، كان يستخدم موهبته الممنوحة من الله ويضرمها لمجد الله وبينيان وربح النفوس، كان يعلم دوره ورسالته وهدف وغرض حياته، مجداً وكرامة لم يطلُب من الناس، كان مُشجّعاً بنّاءاً للكبير والصغير، لم يبحث عن راحة ورفاهية ومجد ذاتي وربح قبيح، لم يترك مكانه ولم تفتر عزيمته وإرادته وذلك بمؤازرة الروح وحياة الصلاة والامتلاء، كان دائماً ممتداً ومتقدماً للأمام وساعياً نحو الغرض وناسياً الماضي بأمجاده وآلامه، ما أعجب النعمة، وما أعجبها حياة وشهادة من حياة شخص كان ناموسياً متديّناً قاتلاً ولكن تقابل معه رب المجد وآراه النور الحقيقي وأزال القشور من أعينه وأرسله وأفرزه ودعاه بنعمته للكرازة والشهادة دون كلل أو ملل.وماذا عنّا؟؟
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!