ما أكثر "ديماس" و "يهوذا الإسخريوطي" و "سيمون" و من قيل عنهم "المرتدين" و "مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا." في هذه الأيام الأخيرة والأزمنة الصعبة، وليس بجديد على من يلهجون ويتأملون المكتوب عن هذه الأيام والتي لكثرة الإثم يبرد فيها محبة كثيرين بل وتكون الضمائر موسومة والمسامع مستحكّة. أناس مثل لوط، السائر مع إبرام، يتبعون الله بتبعيّتهم لخدام وأقارب مؤمنين ولا يتبعونه تبعية حقيقية شخصية عن حب وإختيار، وأناس يؤمنون بتعاليم ومباديء إنجيل رخيص مُخفّف ومشوَّه لا ترى فيه حمل الصليب وإنكار الذات والباب الضيّق وشركة آلام المسيح واضطهادات رفض كل من يتبع ويؤمن ويخدم الإسم الحسن الذي دُعي علينا، وأناس ظنوا بأن الخلاص في لحظة وللحظة بقرار عاطفي بالتخويف الدرامي وطمعاً في الجنّة وخوفاً من النار، وأناس اتخذوا من المسيحية ديناً متوارثاً من آبائهم واجدادهم وتراثاً وتاريخاً واقتصروا سموّه فقط في تعاليمه واخلاقياته، وأناس تحب الظهور وعرض المواهب والمهارات والسيطرة والسيادة رأوا في ال...