اثناء تجوّلك بالعمل الروحي تتفاجئ بوجود أناس قد مر على تجديدهم وإيمانهم عقود ولم ترى فيهم أي تغيير أخلاقي ملحوظ أو أي سلاسة ومرونة نحو طباع مختلفة وشخصية سوية وعقلية ناضجة واعية، صلواتهم مُكرّرة مُعادة، عظاتهم بذات الاسلوب والوتيرة والقصص والاحاديث، تعليقاتهم وافكارهم لا تتفق مع المواقف والاحاديث والظروف المعاصرة، ولا تجد تأثير ظاهر عملي ملموس لحياتهم او حتى عظاتهم، افكارهم موروثة وغير مدروسة، تعاليمهم ومعرفتهم الكتابية سطحية ضحلة وتركيزهم يظهر في الثانويات وليست الجوهريات ولا يملكون اي اجابات واقعية منطقية صحيحة لاسئلة العصر والمتسائلين او حتى لتعاليمهم التي يدعونها "التراث-التقليد-التسليم-الاصل-..إلخ" ويجيدون طرد ومنع البسطاء والمخلصين والساقطين والحزانى والجياع والعطاش عن التواجد بالكنائس وحضرة الله، واذا حضر احدهم ربما لا يفهم شيء من جمود عبادتهم ورتابة اسلوبهم وسطحية معرفتهم وريائهم وفريسيّتهم وعدم متابعتهم للثقافة والفكر المعاصر بل وعدم اهتمامهم بالرعية والزوار روحيا ونفسيا واجتماعيا، واقتصرت خدمتهم على المنابر المنفصلةعن احتياج المقاعد اذا تواجد اصلاً من يسمعهم لخلو ...
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry