بالأمس،وأنا أجلس في الصيدلية للتدريب والعمل، جاءتني امرأة محترمة وبسيطة هي وابنتها المراهقة وأعطتني ورقة وصف العلاج من الطبيب التي كانت تزوره من أجل ابنتها، وتفاجئت بأنها كانت بعيادة الطب النفسي، وطلبت منّي Inderal & Estikan، ولم أجد أحد الأدوية لديّ في الصيدلية فاتصلت بصيدلية أخرى تابعة لعملي لإحضاره في دقائق قليلة للعميل، وأخذت اتحدّث مع الأم وابنتها حول شكوتها نظراً لاهتمامي وشغفي بالطب النفسي، وسألتها بكل جرأة وصراحة وهدوء ما هي شكوتك الحقيقية؟ فانطلقت في المصارحة والحديث حتى كدت ألاحظ بأن المرأة وابنتها في حاجة فقط لمن يسمعهم ويرشدهم ويحتضنهم، وقالت لي السبب في المرض النفسي لإبنتي هي معلّمة الدين الإسلامي و معلّم اللغة العربية والدراسات الإجتماعية، فقلت لها: كيف حدث ذلك؟ ماذا حدث وصدر منهم؟ فقالت لي كل حصّة في دراستهم للتاريخ والنصوص الاسلامية يذكرون لهم النار وعذاب القبر وقصص مخيفة في علم الارواح من افتاءاتهم الشخصية واحياناً من نصوص الدين وصارحتني بحيرتها هي وأسرتها واصدقائها من رجال الدين في المساجد والإعلام بسبب تصريحاتهم وافتاءاتهم التي لا تتناسب وتتسق مع أفعالهم وتصرفا...
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry