التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2014

حياة العبادة

يكفيني ما مرّ من عمري دون عبادتك بالقلب الكامل والنفس الراغبة، بل هي كانت عبادة العادة والروتين، والفرض والطقس، فكنت كالشعب القديم الذي يكرمك بشفتيه وأما قلبه فمبتعِد عنكَ، حتى ولو قدمت لك من قبل كنت أقدّم الأعرج والسقيم والمرذول أو آتي دون أي تقدمة، وأشعر بخزي وخجل أمام ما أكتبه عن حالتي وشقاوتي، يكفيني جلوسي ناقداً أو مراقباً بحضرتك البهيّة، يكفيني انشغالي بالذات والملذّات، لم تكن أنت شغلي الشاغل ولا يقدر أحد أن يخدم سيدين، فوحِّد القلب والفكر والمشاعر أمامك في خوف اسمك، واعطني حباً لكَ كما أحببتني فأحبّك وأمجدك وأقدّم لك عجول الشفاة والمحرقات السمينة وشحم الكباش بالذبائح الروحية وبسخاء العطاء وبتكريسي الكامل لك ولعملك ولمحبيك فأخدمك بأمانة واتضاع وخشوع وتقوى وأخدم الكل ايضاً، وقبل ذلك أقدّم جسدي ذبيحة حية مقدسة مرضية عندك بعبادة روحية عاقلة ومتزنة دون تطرّف أو جمود المشاعر او اصطناع الكلمات أو بحب الظهور والعُجب أو بسطحية في معرفتك وباكتفاء روحي يعرقل التقدّم الروحي، فاجعل حياتي كلها عبادة مقبولة أمامك ناظراً ومتأملاً في أعمالك ومقاصدك ومشيئتك وسلطانك وحبّك وغفرانك وصفحك وسلامك الذي...

تأمل في معرفة الله

مللت البعد عنك، سئمت درباً يفتقد للمعنى والقيمة الحقيقية للوجود،  أيست الحياة التي لا طعم ولا رائحة لها، وخار القلب الحائر المضطرب، وفي داخلي صوت صارخ ورغبة كامنة وعطش دائم وجوع حقيقي واحتياج مستمر لمعرفة الحق، والخير، والحب، والرحمة، والسلام، والفرح، والعدل، والانسانية، والكرامة، والغذاء الروحي الحقيقي،  لم أجد استقراراً في اضطراب هذا العالم وانقلاباته في كل ارجاءه، لم أجد اللذة والمتعة في المعرفة العقلية عنك، وعن دين قد ظننت انه الطريق اليك، لم أقتنع وأرضى بطقوس وفرائض وشعائر ومظاهر أفعلها وأسعى فيها لأرضيك دون رؤيتك ومعرفتك، لم أرى في هذه الأرض عدلاً ورحمة وحباً وسلاماً مطلقاً وبغير شروط، لم أُشفى من شعوري بالذنب وعذاب الضمير الذي يؤلمني ويرافقني بلا شفاء وعزاء ورجاء، فلماذا يبتعد ربي دون أن يسمعني، ولماذا لا يراني، ولماذا لا يجيبني، ولماذا .... إلخ لا، بل لماذا أنا بعيد؟ قد فهمت الآن، فالمعرفة عنك بلا إدراك وفهم روحي أصعب بل أسوأ من الجهل قد ضللت الطريق بالتصاقي بأشياء قد ظننت واعتقدت بأنها وسائل لمعرفتك وارضاءك، وعشت للذات وللملذات، حتى كنت باحثاً عن ذاتي دون أن ابحث عنك،...

اين الاستقرار في مصر

حزين على وطن ينتظر فيه المواطنين الاستقرار منذ ولادتي في عصر مبارك، ولا انسى شعار حملته الانتخابية وقتها "نعم لمبارك .. من أجل الاستقرار"، ثم اتى الاخوان بدستور بعده وكان شعارهم وقتها "نعم للدستور .. من أجل الاستقرار"، وتمضي الأيام حتى حاضرنا هذا ومازلنا بلا استقرار، ويأتي دستوراً جديداً قد نتفق أو نختلف معه وتظل حملات الدعاية له وللرئيس القادم المتوقع "نعم للدستور والسيسي .. من أجل الاستقرار"، ناهيك عن شعارات "الدستور أولاً"،"البرلمان أولاً"،"الرئاسة أولاً" .. إلخ فهل سنظل ننخدع بدعاية الساسة، وهل سنبقى ننتظر تحسّن أحوالنا وتغيير أوضاعنا، وهل سنلقي رجائنا على شخص أو رئيس أو حزب معيّن، وهل سنتكل على رؤساء وبشر مثلنا؟ يا صديقي ..  الاحتماء بالرب خير من التوكل على الانسان، والرؤساء لا سلام قال إلهي للأشرار ملعون كل من يتكل على ذراع بشر كل الخليقة تئن وتتمخّض معاً، مُخضَعة للبطل والفساد الحاجة الى واحد، يملُك أولاً على قلبك ويغيّرك فتعرفه وتتكل عليه وتثق في مشيئته ومقاصده، وإن كنّا نصبُر فسنملُك ايضاً معه! ليكن حلمكم معروف عند جم...

آه .. الألم والمعاناة

آه! .. صرخة المتألم المُعتادة، كلمة مُعبِرة واضِحة، رسالة تدعو للرحمة والشفقة والشعور بالآخرين، قد تكون نتيجة آلم جسدي أو نفسي، أو نتيجة أذى وتعدّي وتحرش غير أخلاقي، أو خسارة مادية أو معنوية، أو اغتصاب وظلم لفقير لا حول له ولا قوة، أو ... إلخ ولكن هل هناك من يشعر؟ هل هناك علاج فوري وأبدي مضمون؟ هل هناك راحة وشفاء ورجاء وعزاء؟ وهل هناك منطق وقصد من تلك الآلام والأمراض والمعاناة؟ يا صديقي،  هناك من تألم قبلك، وتحمل الهزء والعار والبصق والخيانة والقسوة والظلم والافتراء واللعنة والعُري وآلام نفسية وجسدية ومن الله حتى حمل الصليب والموت عليه حتى خرج دماً وماءاً طوعاً واختياراً لأجلي ولأجلك. هناك من بكى عند قبر لعازر لأجل فراق انسان محبوب، ومن أجلي ومن أجلك عند جثسيماني في صلاته الآخيرة قبل اتمام واكمال عمل الفداء والكفارة ليخلّصني ويخلّصك. هناك من عانى من فراق اتباعه في أصعب لحظات حياته، في انكار تلميذه التابع له ثلاث مرات، وبيع آخر له وتسليمه للعسكر ليُحاكَم ويُصلَب. هناك من تحمّل بساطة ومحدودية مستوى المعيشة منذ ولادته في أسرة فقيرة، ومن تحمّل وعاش في وقت اضطرابات وانقلابات سياسية وأمن...

حلمي للكنيسة في ٢٠١٤

ليته يكون عام إدراك الكنيسة لدورها ورسالتها وقضيّتها، عاماً للبناء والتشجيع وترتيب الأمور الناقصة، عاماً للشركة الحقيقية الفعالة لأعضاء الجسد الواحد، عاماً للمواظبة معاً على "التعليم،الشركة،كسر الخبز،والصلوات"، عاماً لإدراك قيمة وتأثير سيف الروح (كلمة الله) بدراسة عميقة فاحصة شاملة بوعي ومنطقية واتضاع واخلاص، عاماً لافتداء الوقت دون اضاعته عبر الشاشات والنشاطات وحتى الخدمات التي قد تبعدنا عن حضرته وعبادته في بعض الأحيان، عاماً لسلام و وحدة الكنيسة المحلية والعامة ونهضتها نهضة قلبية داخلية خفية، عاماً لاكتشاف موهبة الله فينا وإضرامها بلا إهمال، عاماً لتفعيل دور المرأة والشاب والشيخ وحتى الطفل بكنيسة الله والاهتمام بمختلف الأعمار والظروف بحسب التعليم الصحيح، عاماً للتلمذة وتدريب أجيال جديدة على أساسيات الايمان واللاهوت والدفاعيات والعمل المرسلي والكرازي وتحمّل المسئوليات في الكنائس المحلية والعمل الروحي بصفة عامة بالتزام واجتهاد مع النمو والعمق الروحي الموازي، عاماً لكنيسة تقبل الخطاة دون المساومة مع الخطية، عاماً لحصاد كثير بفعلة مُرسلين من قبله. samfikry.com