يكفيني ما مرّ من عمري دون عبادتك بالقلب الكامل والنفس الراغبة، بل هي كانت عبادة العادة والروتين، والفرض والطقس، فكنت كالشعب القديم الذي يكرمك بشفتيه وأما قلبه فمبتعِد عنكَ، حتى ولو قدمت لك من قبل كنت أقدّم الأعرج والسقيم والمرذول أو آتي دون أي تقدمة، وأشعر بخزي وخجل أمام ما أكتبه عن حالتي وشقاوتي، يكفيني جلوسي ناقداً أو مراقباً بحضرتك البهيّة، يكفيني انشغالي بالذات والملذّات، لم تكن أنت شغلي الشاغل ولا يقدر أحد أن يخدم سيدين، فوحِّد القلب والفكر والمشاعر أمامك في خوف اسمك، واعطني حباً لكَ كما أحببتني فأحبّك وأمجدك وأقدّم لك عجول الشفاة والمحرقات السمينة وشحم الكباش بالذبائح الروحية وبسخاء العطاء وبتكريسي الكامل لك ولعملك ولمحبيك فأخدمك بأمانة واتضاع وخشوع وتقوى وأخدم الكل ايضاً، وقبل ذلك أقدّم جسدي ذبيحة حية مقدسة مرضية عندك بعبادة روحية عاقلة ومتزنة دون تطرّف أو جمود المشاعر او اصطناع الكلمات أو بحب الظهور والعُجب أو بسطحية في معرفتك وباكتفاء روحي يعرقل التقدّم الروحي، فاجعل حياتي كلها عبادة مقبولة أمامك ناظراً ومتأملاً في أعمالك ومقاصدك ومشيئتك وسلطانك وحبّك وغفرانك وصفحك وسلامك الذي...
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry