التخطي إلى المحتوى الرئيسي

آه .. الألم والمعاناة

آه! .. صرخة المتألم المُعتادة، كلمة مُعبِرة واضِحة، رسالة تدعو للرحمة والشفقة والشعور بالآخرين، قد تكون نتيجة آلم جسدي أو نفسي، أو نتيجة أذى وتعدّي وتحرش غير أخلاقي، أو خسارة مادية أو معنوية، أو اغتصاب وظلم لفقير لا حول له ولا قوة، أو ... إلخ

ولكن هل هناك من يشعر؟ هل هناك علاج فوري وأبدي مضمون؟ هل هناك راحة وشفاء ورجاء وعزاء؟ وهل هناك منطق وقصد من تلك الآلام والأمراض والمعاناة؟

يا صديقي، 

هناك من تألم قبلك، وتحمل الهزء والعار والبصق والخيانة والقسوة والظلم والافتراء واللعنة والعُري وآلام نفسية وجسدية ومن الله حتى حمل الصليب والموت عليه حتى خرج دماً وماءاً طوعاً واختياراً لأجلي ولأجلك.

هناك من بكى عند قبر لعازر لأجل فراق انسان محبوب، ومن أجلي ومن أجلك عند جثسيماني في صلاته الآخيرة قبل اتمام واكمال عمل الفداء والكفارة ليخلّصني ويخلّصك.

هناك من عانى من فراق اتباعه في أصعب لحظات حياته، في انكار تلميذه التابع له ثلاث مرات، وبيع آخر له وتسليمه للعسكر ليُحاكَم ويُصلَب.

هناك من تحمّل بساطة ومحدودية مستوى المعيشة منذ ولادته في أسرة فقيرة، ومن تحمّل وعاش في وقت اضطرابات وانقلابات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية.


وبعد ذلك،

هل ستظل متذمراً وغير راضياً على حالتك ومستوى معيشتك و غير شاكراً في ضيقك ومحنتك؟

هل ستظل تحيا بلا اجابات وحلول لضيقك وكربك ومعاناتك وآلامك؟

هل ستبقى في بُعدَك عن الحب والرحمة والعدل والحق والحل والمقاصد والمشيئة الإلهية؟


ادعوك وادعو نفسي للتأمّل والتفكّر في الذي احتمل وتألم لأجلي ولأجلك، وفي الذي عانى قبلك، والذي هو مُجرّب في كل شيء مثلك ولكنه بلا خطية، فهو يقدر أن يُعين المجرّبين ويرثي لضعفاتهم،

 فلنتقدم بثقة اليه لكي ننال رحمة ونجد نعمة، وعونا في حينه!

ولا تنسى، انه بعد رحلة حبه وآلامه حتى موته، قد قام من الأموات وظهر لتلاميذه وصعد الى السماوات، وهو حي الآن ساهراً ومقاتلاً عنّا، رحيماً ومترفقاً بنا، معزياً وشافياً لنا، وقريباً سنكون معه فهو رجاءنا!


المسيح هو الحل!

عنده للآلام والكروب والضيقات والمعاناة عزاء وشفاء ومقاصد للخير والبناء والانماء، لننتظره ونحيا له فهو الرجاء!

samfikry.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي