لو اتسألت انهاردة "ليه هاتتجوز/اتجوزت؟"
هاتكون إجابتك إيه؟
ممكن تكون إتجوزت عشان دفعتك واللي اصغر منك ارتبطوا والدور جه عليك والناس ضاغطة عليك وبتسألك كتير وبتقولك “عقبالك”،
او حسيت من كلامهم وضغط البيت وتقاليد المجتمع انك “ناقص” ومش سعيد من غير جواز،
او اعجبت ببنت وخاصة بشكلها وقبولكم لبعض وانفتاحكم على بعض وكنت محروم من ده من بيتك وبيئتك ومجتمعك اللي مفيهوش حب وقبول وحد يسمعك ويُعجَب بيك ويهتم باحتياجاتك،
او ماشي بنظرية “اهو كدة وخلاص” في كل حاجة فاتجوزت/هاتتجوز عشان كدة زي الناس او عادي او اعتقادك بس ان دي سنّة الحياة،
او نفسك تشيل/تشيلي عيال وتكون اب/ام ويحملوا اسمك وتفتخر بيهم ويملوا عليك حياتك،
او محتاج احتياج جسدي/جنسي بشراهة وخايف احسن تقع في جرايم وترتكب ذنوب بعيد عن الجواز الشرعي،
او مقتنع ان سعادتك واستقرارك مرتبط بزوجة تعيش معاك وتكملك وتديك قيمة وكرامة وتحسسك بالأمان،
او عندك احلام رومانسية بفارس احلام/ملكة جمال تفتنك وتسحرك وتجذبك وتعجبك وتمتعك وتخلي كل حياتك مفروشة بالورد والفرح والهيام والعشق،
او لسة خارج من علاقات فاشلة، وماصدقت لقيت حد زيك مهتم وبيسمع وحاسه انه المنقذ والمنجّي ليك من اللي بتمر بيه فلجأت إليه وغالباً بس عشان تتحل مشاكلك وصراعاتك النفسية!
او حاجات تانية كتير…………..إلخ
بس المهم قبل ماتجاوب على السؤال الأول “ليه؟” فكّر في اللي هقولهولك ده!
إيه مفهومك عن الجواز؟ عقد ولا عهد؟
هل الزواج لأجل الجنس أم الجنس لأجل الزواج؟
هل الحب والإعجاب هو الشرط الوحيد للزواج؟
هل ضغط الناس واسئلتهم وامزجتهم مفروض تغير قراراتك وتأثّر في اختياراتك؟
هل احساسك بالنقص وعدم الامان وعدم القيمة وعدم الاستقرار والحزن وصغر النفس هاتتحل بالجواز؟
هل حرمانك من الحب والقبول والاهتمام والتشجيع هو الدافع الوحيد لارتباطك؟
هل الجواز لعبة زي الزهر بتجرّب وتشوف ولو معجبتكش بتفشكلها وتبدأ من جديد وانت ماشيها بالصدفة والحظ او بنظرية “اهو كدة وخلاص” او تجربة لازم كل الناس تمر بيها؟
هل احتياجك انك تكون اب او ام او احتياجك لشقة وحرية من قيود في تربيتك وانك تبعد عن اهلك وبيئتك هو اللي مخليك تقرر تتجوز؟
هل احتياجك الجنسي سواء عادي او بشراهة وخوفك من الفضايح والجرايم هو اللي دفعك انك تفكر وتقرر ترتبط؟ وهل ده هايحميك من الجرايم والفضايح والغلط؟
هل انت اناني وعايز تاخد بس والحب عندك في علاقتك باللي نفسك ترتبط بيها مجرد كلام؟
هل احلامك الرومانسية ومشاعرك الفياضة وحسّك المرهف هو اللي بيمشيك ويحركك في كل قرار بتاخده وخاصة قرار الارتباط؟ وهل بتشغل عقلك ولا عايش بمشاعرك بس؟
وهل بتتجوز عشان تلاقي منجّي ومنقذ ينتشلك وياخدك ويشيلك من مشكلة عاطفية او انفصال عاطفي او فضيحة اخلاقية سابقة فمعاه تتحل مشاكلك وصراعاتك النفسية؟ ولما المشكلة تتحل وتستقر نفسيا هل هتكمل معاه وتستمر تحبه؟ وهل هو في كل وقت هايكون معاك وليك ومش هايمر بمشاكل زيك ويكون محتاج ليك تساعده وتحتويه وتستحمله؟
الاسئلة دي واسئلة تانية كتير باشوفها لازم تتسأل لو انت اتجوزت او هاتتجوز عشان تحمي جوازك من الانفصال والانكسار والازمات والكوارث والمصايب النفسية والاجتماعية والاخلاقية والروحية والخساير الكبيرة وخاصة شريكك وعيالك وسمعتك وشهادة الناس عنك وثقة الناس فيك ونجاحك وانتاجيتك العملية وازدهارك النفسي والمعنوي ونموك وتشكيلك الروحي،
اعرف يعني إيه جواز قبل ما تسأل ليه هاتتجوز،
اعرف يعني إيه حب قبل ماتقول “بحبك”،
انت المسئول عن قراراتك واختياراتك فمارس حرية اختيارك بإرادتك،
خليك أمين وشريف وملتزم وصريح وشفاف وبلاش تلعب وتغش حد،
انك تحب يعني تدي قبل ماتاخد وتدي حتى لو مااخدتش مقابل اللي بتديه،
الجواز عهد إلتزام commitment وفيه تحمّل مسئولية واجتهاد ومثابرة وفيه بتشوف شريكك اجمل وافضل حد وبتكون في غيابه بنفس تفكيرك عنه ومشاعرك ناحيته ورؤيتك ليه وكلامك ليه وعنه زي ما بتكون في حضوره وشايفه وبتحترمه في الاتنين وحاسس انك ليه وهو ليك بدون سيطرة لكن بوحدانية وارتباط وتلاصق عاطفي ونفسي وروحي وجسدي،
ماينفعش تحب حد ماتعرفوش، وماينفعش تحب حد بإحساسك بس اقصد لازم تكون عرفته واخترت تحبه وقررت تكمل معاه مهما كان فيه عيوب او مشاكل او ماضي صعب وأليم،
سعادتك واستقرارك مرتبط بعلاقتك بربنا وبنفسك وبالآخرين مش بس بعلاقتك باللي حواليك، خاف ربنا وارمي همومك وحمولك عليه وانسى الماضي واتعلم منه بس واعرف انك مش دورك تحكم وتسيطر على اللي حواليك لكن تقبلهم وتحبهم واغفر للي اساءوا اليك وحب نفسك واعرف عيوبك وضعفاتك واعترف بيها لشريكك وخلي بالك من أي خيانة او كذب او لف أو دوران لأن دي بتدمّر أي علاقة، وشريكك عليه دور انه يهتم بيك ويساعدك في كل حاجة انت ضعيف فيها او عاجز عنها بجانب دورك وصراحتك واعترافك لربنا وليه وقبولك لنفسك بنفس القبول اللي ربنا قابلك بيه بنعمته اللي قادرة تغيرك وتنميك وتكبرك وتنقيك من كل عيوب وشوائب،
الجنس لأجل الجواز والعكس غير صحيح، الجنس ده معمول عشان اتنين اتعاهدوا (مش بس بعقد) قدام اهلهم وربنا وقدام بعض انهم يعيشوا مع بعض ولبعض ويكملوا بحب ويهتموا باحتياجات بعض ويسعدوا بعض ويشاركوا بعض في علاقة جسدية مقدسة فاهمين فيها ان اجسادهم مش ليهم لكن لشريكهم والزوج اللي هما في عهد وشركة وحب معاه،،
مشاعرك مهمة لكن خليها ماتسوقكش ولا بس افكارك لكن لما يكون فيه ميكس مابينهم هايكون ذهنك حكيم ومتزن في قراراتك، فكر في اللي بتحس بيه وحسّ باللي بتفكّر فيه، وماتغيرش مبادئك الراقية اللي بتحكم اختيارك لشريكك وقراراتك المهمة المفصلية زي الجواز وماتتنازلش عن مبدأ سامي وروحي اتربيت عليه واتعلمته من كلام ربنا ومن خبرات الناس الصحيحة السليمة المنطقية،
العلاقة اللي فيها بتختار حد ينجيك وينقذك من مشكلة او مجرّد حد يكملك دي بتفشل وبتنتهي وممكن تتحول لعلاقة روتينية وجواز صوري لكن الاهم انكم تكونوا مختارين بعض بقراركم وقلوبكم وعقولكم ومقتنعين ومتمسكين ببعض وواثقين في بعض وعايشين لاحتياجات بعض،
لو عندك شراهة جنسية او مشكلة اخلاقية او ماضي صعب وأليم محتاج تعترف لحد متخصص ومر بخبرات وناضج وفاهم عشان يحتويك ويسمعك ويفهمك ايه المشكلة وايه اللي تخلي بالك منه وايه الخطوات اللي تاخدها وتكون جدّي فيها وصريح معاه وتتابعه قبل ماتاخد قرار انك تبدأ في علاقة جديدة مهمة زي الجواز،
الجواز مش كله سعادة وهنا وراحة وهدوء، اكيد فيه اختلافات وتحديات وتنازلات وتضحيات، المهم الحب يتجدد كل يوم ويكون عملي وحقيقي وواضح وتكون الصراحة موجودة والمواجهة متفعلة وتكونوا بتحافظوا على علاقتكم ومهتمين بخصوصية واسرار بيتكم وبتتكلموا على بعض بذوق وإيجابية قدام الناس وبتمدحوا وبتحترموا بعض قدام بعض ومن ورا بعض كمان،
الجواز فيه تعويض ليك وفيه احساس بالأمان والقيمة اكتر وفيه حد معاك وليك وجواك، رباط مقدس وعهد مستمر وعقد شرعي في النور قدام الناس، الجواز نعمة وهبة وليه ثمار ونتايج هايلة مؤثرة على مجتمعك وبيتك ونفسك فاستثمر جوازك عشان تمجّد وتعظم ربنا وتحترم الإنسان/الإنسانة اللي معاك وتكون عايش أهم وصية في الحياة وهي “الحب”،
ليس بالزواج وحده يحيا الإنسان، والزواج ليس للجميع.
إستمتع بحياتك.. الله معاك!