حبّوا الله والحياة والإنسان والخير

لما تشوف في شغلك "الطب النفسي" عميل يزور المصحة امكانياته محدودة ومتجوز وسواق توكتوك ويتعرّض لسرقة التوكتوك بتاعه اللي هو مصدر رزقه ويعاني من ازمة/صدمة نفسية محدش اتعامل معاه فيها وساعده وسمعه وحسّ بيه ورجعله حقّه فيحصله اضطراب ذهاني وجداني وعمره ما أدمن مخدرات قبل كده..
ولما تشوف مدرسة متجوزة وام لمراهقين اترقّت لموجهة وشافت تمييز ونميمة وحسد وحقد وافترا واتبلوا عليها بدون اي وجه حق فعانت ألم نفسي شديد وشعور بالرفض والاضطهاد والنبذ ومحدش احتواها او جبلها حقها او دعّمها في بيتها او شغلها فحصلها اضطراب ذهاني وجداني ومش مدمنة لأي مخدرات للعلم وعلى فكرة متديّنة!
برغم وجود عوامل وراثية "استعداد وراثي" للحالات دي، لكن البيئة ليها دور كبير وظروفهم، والاصعب هو العالم عديم النعمة -كما قال فيليب يانسي- اللي مابيحسّش ومابيفكرش في الاخر ومابيحبش بدون شروط ومابيهتمش الا بالمصالح الشخصية ومابيعاملش الناس زي مابيحب يتعامل، نظام فاسد كله رشوة وغش محدش عنده فيه شعور وتقدير لمشاعر واحتياجات الآخرين حتى الحكومات بتحمي حكامها والدول مشغولة بمشروعات كبرى هدفها الشو ومفيش اهتمام بحقوق الفرد النفسية والمعنوية والاقتصادية والانسانية والتعليمية والصحية ولا فيه مراعاة لأزماته، حتى الغني مشغول وعمّال بيحوش ويكوش ومعندوش وقت ولا نية يرحم ويشفق ع الارملة والفقير والمسكين واللي في ازمة وكارثة ومصيبة واحتياج، و رجال الدين بيضحوا بالناس في سبيل العقيدة والاوطان والطقوس والفرائض ومبقاش فيه دعوة او وعظ لحب الحياة والنجاح والفرح والحب وقبل وبعد الدعوة والوعظ مفيش تطبيق للوعظ في حياتهم وبالتالي مفيش تطبيق لوعظهم في حياة الناس، انا عارف ان العالم فاسد والخطية والشر منتشر والارض ملعونة ومفيش عدل والانسان مش لاقي قيمته وكرامته وهدف الخليقة حيدنا عنه عشان كياننا اتشوه ومش عايشين لغرضنا ودعوتنا اللي جينا عشانها، بس احنا موجودين ليه؟ اكيد لينا دور في اللي بيحصل، دور للطبيب النفسي يسمع ويتحنن ويعالج ويشجع، دور للاغنيا يرحموا ويشفقوا المحتاجين والارامل والايتام، دور للمحامي والقاضي يدافع وينصف المظلوم، دور لرجال الدين يهتموا بالانسان قبل الاهتمام بالسبت ويوعظوا بحب الحياة والاخلاق الراقية وهوية وقيمة وغرض ورسالة الانسان، دور للطبيب يهتم بصحة الانسان قبل ما يهتم ببرستيچه وممتلكاته وفلوسه، ودور للمعلم يهتم ويحترم عقل الطلاب والتلاميذ ويكون نقدي ومفكر ومتطور، ودور للاعلامي يقول الحقيقة بحيادية وتجرّد، ودور للدولة بمؤسساتها و وزاراتها تعطي أولوية للإنسان توفرله سكن على  قد إمكانياته وتعليم يأهله لسوق العمل وصحة تساعده يعرف يعيش نفسيا وجسديا وينتج وقوانين تحميه وتكرّمه وتسعده وتهيئه للنجاح والتميز ويوفروله اكل وشرب ودوا متوفر وبسعر مناسب يقدر يجيبه اي حد ومرتّب ودخل يتناسب مع اسعار سكنه واكله وشربه ولبسه والسلع الاساسية ومصاريف اولاده وبناته وصدقوني هايقوم بواجبه على اكمل وجه ساعتها لأنه متقدّر وسعيد و واخد حقه وفيه قانون بيراقبه ودولة بتحترمه وبيت متعلم عرف يربيه ويحس بيه وعيلة سعيدة متوفرلها احتياجاتها. اعطوا للإنسان قيمته وحقّه في الحياة،  علّموه ان مش بالخبز وحده يحيا لكن بكل كلمة تخرج من فم الله، ليه احتياج روحي عميق في كيانه الانساني الروحي محتاج اللي يشبعه وده مايستدعيش كيانه الجسدي والنفسي. حبّوا الله وحبّوا الحياة وحبّوا الحب وحبّوا الإنسان!