إليكم بعض مما جال بخاطري من خواطر عما يحدث حول التفجيرات والاعمال الإنتحارية في الإسكندرية وطنطا،
١- لا يجب/لا يصح إختزال الافكار الإرهابية والإنتحارية في دين أو عقيدة معيّنة فقط، فالقتل تواجد بحسب الرواية التوراتية قبل الأديان(قايين/هابيل)
٢- ليس الوقت لتصفية الحسابات السياسية والشخصية باستغلال واستخدام الضحايا ومشاعر المتألّمين بإقناعهم بأن هناك سبب واحد وحل واحد لهذه التفجيرات والاعمال الانتحارية لأنه من المستحيل ان يكون هناك سبب واحد وبالتالي يستحيل ان يكون هناك علاج واحد لهذه الجرائم التي تُرتكَب ضد الإنسانية
٣- حتى لو كل الجرائم التي عاصرناها ارتكبها مسلمون فهذا لا يجعلنا نسقط في التعميم، فهناك الكثير من المسلمين معتدلين وضمائرهم وفطرتهم لا تقبل امور كثيرة ذُكرت في التراث والنصوص والتاريخ.
٤- ما يلفت إنتباهي في كل حادثة في مجتمعنا وبلدنا هو عدم وجود وجه مقارنة بين ما يحدث من التفجيرات واعمال العنف والتهجير والقتل والسرقة والذبح والتعرية والخطف والتهميش والتمييز والإضطهاد للمسيحيين وما يحدث بشكل نادر وقد يبدو انه لا يُذكَر بالنسبة للمسلمين مع وقوفنا إنسانياً مع كل إنسان دون تمييز.
٥- لم أرى في السنوات القليلة التي عشتها عن مسيحي إعتدى على مسجد او على مسلم او على منشأة حكومية او قتل او فجّر نفسه بعمل إنتحاري(وهذا لا يمنع ان تكون هناك احداث فردية إستثنائية لا تُذكَر)
٦- بدأ خوفي يزداد على الشرق الأوسط وخاصة بعد أعمال تهديد وترهيب وتهجير وعنف وقتل وتعدّي ممنهجة وموجّهة ضد المسيحيين والأقليات المهمّشة وبهذا يقلّ عددهم من سنة إلى سنة ومعظمهم يلجأ للهجرة بأي وسيلة خوفاً من الظلم وهرباً من التهميش والتمييز والإضطهاد والتشدّد وكل جريمة غير إنسانية تُرتكَب ضدهم مع إنحدار أخلاقي ملحوظ في المجتمع.
٧- موقف رجال الدين لا يجب أن يكون موقف سياسي غرضه تهدئة الاوضاع وعدم الاكتراث بغضب المظلومين والمتألّمين، فرجال الدين لابد إذا كانوا قد تعهّدوا امام الله على خدمته وخدمة الإنسان فعليهم ان يستمعوا بإنصات واهتمام لاحتياجات الرعيّة فلا مانع من التعبير عن الغضب والسماح لهم بالمطالبة بالحقوق وإعلان كل جريمة غير إنسانية تُرتكَب ضدهم وان يكون للرعية ورجال الدين صوت إعلامي وصحفي جريء وصريح و واضح يخشى على كل إنسان قبل الاوطان فكيف يكون هناك وطن لا يحترم/يُقدِّر الإنسان.
٨- هناك ابعاد سيكولوجية وليست فقط فكرية للإرهاب والإنتحار والقتل مثل وجود بيئة إستقطابية تكفيرية، تعدد اعمال العنف والصراعات، الإسقاط الدائم على الآخرين واللوم عليهم دون ملامة النفس، الشعور بالنقص والفراغ وفقدان الهوية، الإنقسام والتفرقة، فقدان احد الاقارب والاصدقاء المقربين، الفشل العلمي والعملي والعلاقاتي، التهميش في البيت والمجتمع، عدم الإستقرار، الإحتياج المادي والمعنوي، عدم وجود تقدير إنساني، عدم وجود معنى وغرض للحياة، الشعور بالوحدة واليأس، البحث عن البطولة والسعي إلى لفت الإنتباه والعظمة، الصراع لأجل البقاء.
٩- إن تواجد هذه الظروف الصعبة والأليمة لا يمنعنا من التفاؤل والأمل والرجاء في غد أفضل ولكن علينا أن نعمل ونصبر ونشارك في هذا الغد بالبحث عن ابعاد واسباب أزماتنا والتعامل معها بواقعية وإيجابية وبنقد بنّاء، فلا تهرب إذا كان لديك دور تنويري إيجابي وإذا كان لديك شخصية طموحة وتحب الكفاح والمغامرة وتحمّل المسئولية واحتمال المشقّات وحب الحياة وصنع الخير ونشر السلام مع الآخرين.
١٠- كل ما نمرّ به من ضيق أو معاناة يجعلنا نبحث مرة أخرى بتدقيق عن معنى وجودنا وقيمة حياتنا وغرضها بل وهويّتنا ورسالتنا ودورنا، ويجعلنا نفحص ما نؤمن به من شرائع فنراجعها ونتمسّك بشرائع الحب والحياة والنور والحقيقة فقط وكل قانون وفكرة ونص يحترم الإنسان.
صلوا لأجل الإنسان والأوطان، اطلبوا بثقة وإيمان، اسألوا رحمة الرحمن، اقرعوا باب المنّان، لله الحمد والإمتنان!