التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لقاء مع إنتحاري - نظرة سيكولوجية


تربيت في بيئة استقطابية تكفيرية، تعلّمت منهم عدم الثقة في احد، كانت دائما في ذهني وقلبي معركة البحث عن الهوية، و عشت وسط العنف والصراعات، دُمِرَت ذاتي من بيئتي وتربيتي حتى اصِبت بالاسقاط الدائم واللوم على الآخرين دون النظر الى نفسي بل اعظّمها احياناً. وبذلك كنت اشير واصر على ان السبب في كل المشاكل المحيطة هم الآخرين ولم اعد انظر وافحص نفسي، ولكن صراحة بداخلي ضعفات وسقطات كثيرة وشعور بعدم الأهلية و النقص، فكنت متحرّكاً وطالباً للإثارة وساعياً للفت إنتباه من حولي.

ترعرعت وسط اسرة منقسمة متفرقة، وفقدت ابي منذ وقت قصير، وكنت دائماً اتعصّب عندما ارى الصراعات الدائرة بين والديّ والاختلافات التي دارت بيني وبينهم، مررت بفشل ذريع دراسياً وعملياً وعلاقاتياً، واشعر دائماً بأني مهمّش في وطني وبيتي ومكان دراستي وعملي بل وعاصرت وعاينت العديد من الصراعات وعدم الاستقرار الاجتماعي، فانضممت لمجموعة لها افكار حماسية ونضالية وبطولية وخلاصية واكثر ما اسعدني وابهرني فيهم هو شعوري بأهميتي وسطهم وتأثرت سريعاً بأحكامهم وسلوكياتهم وتوجهاتهم من جرّاء احتياجي للانتماء واختلاقهم لي شعور بخطر خارجي ضدهم وضدي فلذلك انضممت لهم وتأسست جماعتهم على هذا التوجه الفكري والضغوط المحيطة ايضاً.

لم اكن مشارِكاً بأي دور بارز اشعر فيه بالمعنى والهوية والقيمة في وطني وبيتي وعملي حتى لم اجد اي تقدير إنساني لي، اكثر ما سمعته وتابعته في حياتي هو الصراعات السياسية الدائرة في كل مكان، كان يغلب عليّ الشعور بالوحدة الدائم والفشل بل واليأس احياناً. وفي بحثي عن صورتي والبطولة والعظمة انضممت لهذه الجماعة وشعرت بالسعادة والرضا معهم وكان لهم مبررات منطقية لوجودهم، إن اكثر ما كنّا نحارب لأجله هو الصراع لأجل البقاء واستعراض القوة وابراز اهميتنا ودورنا.

ملحوظة: نظرة سيكولوجية مقتبسة من بعض الابحاث النفسية حول الإرهاب والإنتحار والتطرّف والجهاد والراديكالية على هيئة قصة قصيرة مؤلفة.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي