هذه المقالة لا اكتبها صدفة او لغرض ما سوى للتفكير معكم والبحث حول الاسباب التي تجعلني اتزوّج وما وراء ذلك من ابعاد نفسية و روحية وجسدية مرتبطة بالحق الكتابي واقوال المفكّرين والمفسّرين واللاهوتيين. فدعونا نخوض هذه الرحلة القصيرة معاً دون اي كسل او جُبن او اجابات جاهزة نمطية او افكار مُستهلَكة تقليدية بل نستعمل التفكير النقدي والحس العام وكلمة الله الحية الثابتة الفعّالة.
١- الإنسان مخلوق على صورة الله، واحد أوجه كوننا على صورتنا اننا كائنات علاقاتية relational مثله
فنحتاج للحب، كما نحتاج للسمو والمعنى، وهذا دليل على احتياجنا وبحثنا على الآخر والقريب، لذا صرّح الكتاب: ليس جيّدا ان يكون آدم وحده(وحيداً) فأصنع له معيناً نظيره - تكوين٢، لا يمكن أن نؤدّي وظائفنا في الحياة كما ينبغي دون علاقات إرتباطية
٢- إن كنت تبحث عن مجتمع ناجح وكنيسة ناجحة فابحث واسعى لزواج ناجح منتج ومثمر يمجّد الله ويحترم الإنسان
٣ - الزواج في حاجة إلى الحب كما أن الحب في حاجة للزواج
٤ - لتكميل الآخر
٥ - لتجسيد علاقة المسيح بالكنيسة
٦ - الزواج كعلاقة يمنحنا عنصرين هامين: الإحساس بالأمان من خلال محبة وقبول الآخرين لنا - الشعور ومعرفة القيمة الحقيقية من خلال التأثير الإيجابي المستمر في حياة الآخرين
٧ - الزواج ينشيء فينا وحدة الروح، فيحوّل كل منّا نظره للرب، ويتجه كل منّا الى الآخر في التزام متبادل بأن يقدّم كل منّا نفسه للآخر فيستخدمه الله لمساعدة شريكه ليقوم بدوره بحسب قصد الله. التأثير المتبادل من كل منّا في حياة الآخر
٨ - الزواج ينشيء فينا وحدة النفس، فيضع كل طرف نفسه لأجل خدمة الآخر، ونكون مستعدين لإعلاء قيمة الطرف الآخر في نظر نفسه وقيمته عند الله، ويكون لدى كل طرف نية التجاوب الصادق مع احتياجات الآخر دون النظر الى رد الفعل منه، فالهدف الأسمى لزواجنا هو ان نكون سبباً في الانتعاش الروحي والشخصي كل منّا في حياة الآخر.
افسس٥: ٢١
٩ - الزواج ينشيء فينا وحدة الجسد، (امثال٥: ١٥ - ٢٠) الإثارة الجنسية تختلف تماماً عن الإتحاد الجسدي لشريكين يرتبطان بعلاقة حب عميقة و وحدة في الروح والنفس، فيشبع كل منهم إحتياجات الآخر فيلتزم كل واحد للتخلّي عن رغبته الشخصية في سبيل ان يحصل الطرف الآخر على متعته الكاملة فيقوى بداخلهم إحساس كل طرف بالرابطة التي لا تنفصم بينه وبين الطرف الآخر.
١٠ - هناك قوة كبيرة تعمل في داخل كل فرد وهي التي تجمع الافراد معاً وتربطهم بعلاقات معيّنة، هذه القوة هي الرغبة في التقدّم والنمو نحو الكمال بشكل ما والنضج والشفاء
هناك من يتزوّج لإكمال نقص عاطفي وحاجة للرعاية وبحثاً عن من يتحمّل المسئولية عنهم، وسيكون بحثهم عن أب أو أم ثاني/ ثانية تكمّل ما بدأه الوالدان(وضع غير ناضج)
هناك من يتزوج لأنه يمتلك نضوج عاطفي واستعداد طبيعي للتمتع بالعلاقة الحميمة في الزواج فيبحث عن نظير له يشاركه عاطفياً وجسدياً داخل إطار الزواج.
وهناك من يتزوج لأن المجتمع الشرقي يتوقّع من الجميع ان يبحث عن الزواج ويصل الأمر احياناً الى درجة من التمييز ضد من لا يتزوّج. فيهمهم قيمتهم وصورتهم فقط في نظر الناس ويرغبون في الحصول على تقدير المجتمع ورضاء الوالدين وتقدير الاصدقاء.
وهناك من يتزوج للعثور على الشخص الذي يرتبط به جسدياً وعاطفياً نظراً لاحتياجه الجنسي.
الزواج الناجح يعني الدخول الى عالم المسئولية وبُعد جديد للخروج عن الذات وإنكارها وتحمّل آلام الاختلاف في الطباع وطرق التواصل والتعبير عن الذات والميول والاهتمامات.
الوقت المناسب للتفكير في الإرتباط هو وقت تحقيق حد أدنى من النضوج الروحي والنفسي والمادي،
فالنضوج الروحي أي النضوج في المحبة والثبات في الإيمان والقدرة على أن تكون أباً أو أماً مسئولاً راعياً والمعرفة المبدئية لرؤية الحياة ودعوتها والخطوط العامة لها وطبيعة التحديات الروحية التي ستواجهها والاستقرار في المدرسة الفكرية الروحية وتحديد موقفك من الكنيسة المحلية وانتمائك الداخلي.
والنضوج النفسي هو تحقيق حد أدنى من القدرة على المشاركة والتعبير عن النفس والتعامل مع الضيقات والمشكلات والفدرة على الصداقة والتعامل المبدئي مع الجروح والمشاكل النفسية وحياة الغفران.
والنضوج المادي: لا يتضمن فقط الفدرة على كسب الرزق والقيام بأعمال المنزل بل ايضاً التعامل مع الوضع الطبقي والطموح المادي والانتماء الثقافي والحضاري.
مقاييس داخلية لاختيار موفق لشريك الحياة: حد أدنى من/ التعاطف والتجاذب النفسي والعاطفي، التناسب في الميول والطباع، التناسب الروحي، الاتفاق على قيم اخلاقية اساسية، الاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة
مقاييس خارجية: التناسب في العمر - التناسب في المستوى الثقافي والتعليمي - التناسب في المستوى الاجتماعي - التناسب في المستوى الاقتصادي.
إقتباسات/ د. مفيد جميل "إخترت أن اتزوّج" + د. نصر الله زكريا "الزواج في المسيحية"