كل يوم في أحاديثي مع الناس وقراءاتي باتفاجيء بناس بتصرّح بأنها سابت ربنا وبتدّعي انه مش موجود ولما بتسألها عن الاسباب والفرضيات اللي بتدافع عن استنتاجاتهم دي بيردوا بإجابات وفرضيات غريبة زي: الكنيسة زي ماهيّ مافيهاش تغيير - الخدام ورجال الدين بيقعوا في اللي بيوعظونا عليه ومش مثاليين - الدين كله عبادة طقسية و اجتماعات روتينية وفروض مش منطقية ومافيش أي اختبارات حقيقية - ربنا مابيحلّش مشكلتي ومعاناتي وضيقتي ويشيل ألمي مع إنه بيقوله عنه إنه إله صالح؟
وفيه إجابات وفرضيات تانية كتير بس اكتفي باللي ذكرته واللي باعتقد في رأيي انها فرضيات وإجابات غير منطقية وغير متسقة مع زعمهم بعدم وجود الله.
لأنك لو بتقول إن الله مش موجود فلابد انك تجيب ادلة على عدم وجوده، وازاي وانت بتقول إنه مش موجود بتحكم على افعال الناس انها غلط وإيه معيارك للصح والغلط؟ وإيه مصدر تعليمك ومعرفتك عن الله؟ هل من كلام الناس والوعاظ وكتابات رجال الدين واراء اهلك واصحابك بس؟ وإيه معنى صلاح الله في ذهنك وليه بنيت فكرة إن الإله الصالح هو اللي عامِل الشر الاخلاقي والقضائي؟ وهل ترضى إن الإله الصالح يقيّد حريّتك عشان تعبده وتعمل كل حاجة كويسة؟ وهل وجود الله أصلاً وجود مادي؟
صحّح فكرك ومفاهيمك عن الله قبل ما تحكم احكام سريعة، غيّر مرجعك ودوّر ع الحقيقة والأًصل، اعرف ان الله هو من أعلن للإنسان أولاً عن وجوده من البداية، الله روح يعني مش في جسد مادي ملموس مرئي، أفضل مرجع في الحاضر لمعرفة الله هو تعاليمه وأقواله في كلمته، صلاح الله لا يتعارض او يتناقض مع سماحه للإنسان بإستعمال حريّته ولكن بحدود ولا يتعارض أو يتناقض مع قضاءه على الشر وتأديبه للإنسان المتمادي في الشر وغارق في الفجور والآثام ويستهن بغنى لطفه وإمهاله وطول اناته فهو إله منتقم وغيور ونار آكلة، عمرك ما هاترتاح وتفرح بس بحل مشكلتك او شفاء ألمك لكن بإيمانك بوجود إلهك معك وتمتّعك بحضوره وثقتك في ان كل الاشياء يعملها الله معاً للخير فحاول انك تلجأله وتلقي همّك عليه وتعرف انه حمل احزانك واوجاعك وانه مُجرّب في كل شيء مثلك ويقدِر أن يُعين المجرّبين واعرف ان الضيق والتجربة والألم والمعاناة هايكونوا بركة في تشكيلك وتجديدك وتنويرك، أما بالنسبة للكنيسة فالكنيسة هي جسد المسيح السرّي وهي جماعة المؤمنين وكل من آمن هو عضو عامِل في جسد المسيح وكلّنا بنكمّل وبنبني وبنخدِم بعض ولازم نشترك ونجتهد في النمو والإثمار والوحدة والسلام والانتشار والنجاح وأي تقصير وضعف كلنا مسئولين عنّه ومافيش مستحيل على ربنا وابواب الجحيم لن تقوى على كنيسته ولو فيه أي ضعف أو خراب لابد اننا نشارك بإيجابية وبناء ونقوم ونبني وإله السماء يُعطينا النجاح، أما بالنسبة للخُدام فهم بشر مثلك تحت الآلام وكلنا في الضعف والمحدودية وخطاة ومحتميين في كفارة وفداء وغفران المسيح ومعرّضين للسقوط والوقوع واحنا مش في دور الحاكم والإله عشان ندين ونحكم على الناس ونراقبهم ونشهّر بيهم ونبص على عيوبهم، أما بالنسبة للدين فالمسيحية مش ديانة واللي فهّمك انها ديانة اخطأ وضحك عليك لأن المسيحية حياة والمسيحية مش مقتصِرة على المسيحيين لكن هي ان نعرف الله ونكون في علاقة شخصية معاه ونفهم حقيقتنا اننا كنا مخلوقين على صورته لكن الصورة اتشوّهت بسوء استعمالنا للحرية لكن الصورة لم تُفقَد واخطأنا واردنا نكون آلهة أنفسنا وحُكام وقضاة على الآخرين لكننا زغنا وفسدنا واعوزنا مجد الله وتكبّرنا على خالقنا واتى المسيح الله الظاهر في الجسد ليسترد الصورة ويعيدنا له خليقة جديدة تعرفه وتحيا معه بلا انفصال فالكتاب المقدس ككل قصة حب وفداء إلهية غير مشروطة وما علينا سوى قبول نعمة الله التي بها نخلُص بالإيمان فلا نخلُص بأعمالنا ومجهوداتنا لكن بعمل المسيح الفدائي على الصليب وقيامته وصعوده انجز لنا الخلاص ونحن منتظرين فداء أجسادنا وأن يأتي لنا المسيح ثانية لنكون مع الله إلى الأبد في سماء جديدة وأرض جديدة ويملك المسيح على الكل ويكون الله الكل في الكل.
الله موجود، السما بتحدّث بمجده والفلك يخبِر بعمله، كل حاجة حواليك بتبيّن قدرته السرمدية ولاهوت، أعماله بتشهد ليه، أقواله بتتكلّم عنه، وهو اللي أعلن لينا عن نفسه من البداية وحتى مجيئه إلى عالمنا في تجسّده في المسيح وصلبه وقيامته، وفيه رأينا الله وأدركنا وجوده، وقريباً سنراه بالعيان ولكن طوبى لمن آمن ولم يرى.