اخي المدمن،
اعلم مدى صعوبة ظروفك وتعبك واكتئابك وحيرتك ويأسك وإحباطك مما/ممن حولك،
اشعر بِك وبكل ما تمر به من حزن وضيق وخوف وفراغ وصعوبة هذا المرض المُزمِن "الإدمان"، ولكن إعلم بأن هناك حل ومخرج وتعافي!
اريد أن اخبرك بخطورة الإدمان وعقباته وتداعياته ومضاعفاته الحاضرة والمستقبلية بصحتك الجسدية والنفسية والروحية، واذكّرك بحقيقة الموت المنتظر لكل واحد بأي وقت وخاصة الموت الروحي أي الإنفصال عن الله وعدم وجود علاقة روحية إيمانية إختبارية معه، واناشدك أن تُسرِع في طريق التعافي والشفاء!
اعرَف وابحث واقرأ اكثر عن هذا المرض وقابليته واعراضه الجانبية ومضاعفاته، ولا تنسى أن تقرأ ايضاً عن التعافي والشفاء واختبارات المتعافين الذين لم يكتفوا بتعافيهم بل يعملوا ايضاً من أجل المدمنين الآخرين لقيادتهم للتعافي والحرية وإستعمال الضمير والعقل والإرادة الإنسانية الحرة، ثم قرّر أن تصارح أحد المختصّين وتتابع حالتك مع أحد الاطباء النفسيين الخبراء أو المرشدين أو المعالجين وتلتزم بالبرنامج والخطة العلاجية، ولا تنسى دراسة وإدراك كيانك الإنساني الثلاثي روحاً ونفساً وجسداً وعلاقتهم التكاملية معاً في كيان واحد، واعلم بأن بداية التعافي بتوبة واعتراف بالذنب، ثم باتجاه العزيمة والإرادة نحو التعافي، ثم بمتابعة الحالة مع أهل الخبرة والعلم والإختصاص والمختبرين، ثم اتخاذ الحذر من اعراض الإنسحاب بتقليل تدريجي مناسب، وإشغال الوقت بالعمل وإضرام المهارات والمواهب الفطرية والمكتسبة وبعلاقات صحية سليمة مع أناس متعافين وغير مدمنين لتشجيعك للنمو والتعافي الروحي والنفسي والجسدي وبالاهتمام بالغذاء والنمو الروحي(التقوى) النافعة لكل شيء وبالصحة النفسية ثم بالرياضة الجسدية النافعة لقليل بإتزان وإنضباط، واشير وانصح بالقراءة والثقافة وغذاء العقل والفكر.
في النهاية، إعلم بأن اكتئابك وحيرتك وحزنك والفراغ الذي تشعر به لا يقودك للمزيد من التمركز حول الذات بل لتجري وتلجأ لله، الله يحبّك وعلى استعداد أن يملأ الفراغ الذي بداخلك فيشفيك من كل تبعك وحيرتك وفشلك وإحباطك ودوامة اليأس التي غرقت فيها، في العلاقة الروحية الحقيقة الصحيحة مع الله ستعرف من انت ولماذا انت ههنا وإلى أين تذهب بعد الموت، وستختبر قوة قيامة المسيح ومحبة الله وستعرف معنى التغيير والحرية والقيمة والكرامة والإنسانية ولن تخشى من معرفة واختبار شركة آلام المسيح بل ستختبر الفرح والشفاء والخلاص الإلهي إذا استسلمت لقوة الله ومحبته وغفرانه واتكّلت عليه ونظرت إليه وحده بدلاً من النظر إلى نفسك وإلى الناس، الإدمان ليس النهاية، هناك حل، اهرب لحياتك ولا تقسّي قلبك، الله يقرع على باب قلبك ويناديك للتوبة والشفاء.
ويكون للذليل رجاء!