اثناء وضع الخطوط
العريضة للكتيّب الجديد (لماذا نتزوّج؟) الذي أقوم بكتابة فصوله الأولى هذه الأيام، فكّرت في أنسب
موضوع وعنوان للفصل الأول له، واخترت آخيراً أن يكون "كيف اختار شريكة
الحياة؟" نظراً لتداول السؤال وانتشاره بكثرة في أحاديثنا الأسرية والكنسية
والثقافية، والمفاجأة بأني سأقوم بنشر ما كتبته في الفصل الأول عن كيفية إختيار
شريكة الحياة اليوم في مدونتي إهداءاً للقرّاء الاعزاء ولكل باحث ومتسائل، ولا
يوجد أفضل من أن ابدأ بقصة إرتباط أبونا إسحق برفقة من سفر التكوين بالتوراة في
العهد القديم لنتعلّم منها الكثير من الدورس الروحية والعملية النافعة في إختيار
شريكة الحياة، ولكن أولاً دعني أؤكد بأنه لا يوجد نمط أو خلطة سحرية معيّنة أو
تقليد واحد لاختيار الزوج فنرى قصص احداثها مختلفة ومتنوعة عن كيفية البحث واختيار
شريكة الحياة، لذا سنضع أحد النماذج لذلك من قصتنا الموجودة في سفر التكوين
الإصحاح الرابع والعشرون وهذا رابط لقراءة النص إذا لم يكن
عندك كتاب مقدّس لتتابع معي التأملات التي سأنشرها هنا عن هذه القصة وعن موضوعنا
وهو كيفية إختيار شريكة حياتك http://www.enjeel.com/bible.php?ch=24
أولاً(الاعداد3،
4): نصح إبراهيم عبده إليعازار الدمشقي بأن يأخذ لإبنه الوحيد زوجة، وهنا رسالة
بأنه لا مانع من اتخاذ مشورة الآخرين في اختيار شريكة الحياة بل ومعونتهم في البحث
والتواصل والاختيار، ثم نصحه بألا يأخذها من بنات الكنعانيين، وهنا نرى بأن الزواج
لابد أن يكون فيه توافق روحي قبل أي شيء وهذا في اعتقادي الشرط الأول وهو الإيمان
والانتماء الواحد.
ثانياً(الاعداد 6 –
8): لم يوافق إبراهيم على ذهاب إبنه في طريق وأرض أخرى لم يقل له الرب عنها، وهنا
درس لطاعة الرب ودعوته حتى لو لم يرضي الآخرين، فالزوجة التي بحسب أمر الرب
وسيادته بالتالي ستطيع دعوة وطريق الرب ولا
تعارضه.
ثالثاً(العدد10): ذهب
إليعازر محمّل بالهدايا، وهنا درس رائع بأن الحب يبدأ ويستمر بالخير والعطاء.
رابعاً(الاعداد 13
– 14): صلّي كثيراً قبل أي قرار كما صلّى إليعازار الدمشقي طالباً حكمة ومشورة
ومشيئة الله، ضع علامات محددة في طريق بحثك وإختيارك لشريك/شريكة الحياة، انتظر
وطلب إليعازار من الرب امرأة لإسحق إبن سيّده تتسم بهذه الصفات الرائعة وهي
الاحترام والتقدير والبساطة والإتضاع والكرَم، وهذه من أفضل وأرقى الصفات التي
لابد أن نحلم ونطمح بها فيمن نريد أن نتزوّجهم ونرتبط بهم.
خامساً(الاعداد 15
– 20): نرى إستجابة فورية سريعة من الرب لعبده إليعازار، وإكرام الرب له بإمرأة من
أناس يعرفونهم بل وتتواجد صلة قرابة قريبة جداً منهم، ورأى في رفقة عند عين الماء امرأة
مجتهدة ومكافحة وخدومة، وشهد بجمالها وعفّتها.
سادساً(العدد 22):
منذ بداية الحب قدّم واعطي وعبّر عن حبّك بالهدايا بل وقدّم نفسك أولاً.
سابعاً(العدد 25):
توفّر في رفقة شرط رائع لمسه إليعازار هو و من معه، وهو كرم الضيافة والترحيب
والقلب المتسِع.
ثامناً(الاعداد
26، 27): إستمر في الشكر والحمد والتمجيد لله طول رحلة حياتك، ولا تكتفي بأن
تتذكّره وتتصل به فقط في الضيق والطلبات.
تاسعاً(الاعداد 34
– 36): تكلّم عن الله ومعيّته وإحسانه وعمله في حياتك في جلوسك مع من ستختارها
شريكة/شريك لحياتك ومع أهلها أكثر مما تتكلّم عن نفسك، كن ممتناًّ ومتضعاً.
عاشراً(الاعداد
49، 57، 58): رأي الفتاة مهم، ولا بد أن يكون للأهل رأي ايضاً يُحترَم ويُسمَع
ويُقدَّر.
وآخيراً(عدد 67):
قدّم لها حب حقيقي طاهر مقدّس بعد عقد إرتباطهم، وكانت زوجته مصدر عزاء له أي سنده
وهذا ما كان في فكر الله في خلقه لحواء وهدفه لكل أمرأة أن تكون مُعينة لرجلها
وصنعها نظيره.
للحديث بقيّة .. يُتبَع.