بالأمس دُعيت لإلقاء محاضرة قصيرة وإدارة نقاش للملحدين والمتشكّكين والمؤمنين عن "معنى وغرض الحياة"، واندهشت من إختيار الموضوع لأناس معظمهم ينكر ويرفض الكيان الروحي للإنسان بل وثالوثه الفريد روحاً ونفساً وجسداً، وكنت في تحدّي وقلق من كيفية تقديم الموضوع وإدارة وقت طرح الموضوع والنقاش وتلقّي ردود أفعال وأسئلة وأجوبة الحضور بسبب قلة الوقت نظراً للإطالة من المحاضر الذي ألقى المحاضرة التي تسبق محاضرتي وايضاً بسبب صعوبة تقديم هذا الموضوع لهذا الفئة الفكرية الخاصة التي لا يشغل تفكيرها وقراءاتها هذا الموضوع بالرغم من أهميّته الشديدة في معاناة البشر من الضيق والألم والفوضى والعبثية والعدم، لذا اعتذر لكل الحضور وإدارة المؤتمر عن عدم القدرة على تقديمه في أفضل صورة نظراً لتعبي الشديد من السفر بدون راحة ونظراً لعدم الإدارة الجيدة للوقت وإتاحة وقت كافي لي لتقديم الموضوع بترتيب ونظام وبشكل أشمل وأعمق، ولكنّي أشكر من شجّعني ودعاني لهذا العمل واتشرّف بالعمل مع الله بأي وقت في خدمته ولمجده، ولكنّي انتهز هذه الفرصة لطرح الموضوع بشكل مختصر ومنظّم مع وجود بعض الإقتباسات الهامة الداعمة للفكرة والموضوع وبعض الافكار الهامة عن فلسفتنا المسيحية عن معنى الحياة وغرضها تحت عنوان "لماذا أنا هنا؟ هل للحياة معنى؟":
نرى في إشعياء 43: 7 قول الرب وتصريحه بأنه خلق الإنسان وصنعه وجبله لمجده، لذا فغرض وجودنا الأسمى وخلقنا هو تمجيد الله بإظهار صفاته وحياته للخليقة وبمدحه وتعظيمه وإعلان روعة وإبداع عمله، وكما يقول المزمور "إمتزتُ عجباً" أي خلقنا بطريقة عجيبة ورائعة.
لذا فإذا مررنا بالألم لن ينفعنا تمركزنا حول الذات، ولكن علينا أن ننظر إلى الله ومجده ومقاصده بالحمد والشكر والثقة.
وهناك معادلة رائعة داعمة لموضوعنا باللغة الإنجليزية:
If there is No God >> No Objective moral standard >> moralistic in their self-determination of meaning and purpose >> no way of knowing their ultimate purpose really is (finite) >> relative moralism, conditional love
لذا لو أردت أن ألخّص في جملة رحلة حياتنا المسيحية فيمكنني أن أقول: أنا هنا لأعبد، أحيا، أعمل، انمو، واتغيّر-وهذا بالإتصال الرأسي المباشر بالصلاة والتدريبات الروحية، وبدارسة كلمة الله بعمق لمعرفة فكر الله و وعوده وإعلاناته وصفاته وأفعاله وكل ما يدور برأسي من أسئلة هامة عن النفس والله والحياة.
ولكن الملحدون يقولون: "نبحث عن المعنى والغرض في الإبداع ومساعدة الآخرين والبحث عن أنفسنا"، ولكن دعني أسألك هذه المُلحِد هل معنى الحياة وقيمتك فيما تنجزه؟ وهل ستنجزه دون أن تعرِف لماذا أنت هنا وما هي هويّتك وقيمتك؟
فالعلم كما يقول هيوستون سميث لا يجيب إلا عن الأسئلة الكميّة، وال Naturalism لا تصرّح إلا بأن الإنسان ليس له غرض وانه عائد سريعاً للتراب!
وفي رفض الملحدين للكيان الروحي للإنسان ومعنى الحياة بعض الإقتباسات الدالة على أقوالهم:
Mankind is thus no more significant than a swarm of mosquitoes or a barnyard of pigs, for their end is all the same. The same cosmic process that coughed them up in the first place will eventually swallow them all again – cbn.com
If the is no immortality..then all things are permitted – Fyodor dostoyvesky
No difference between stalin and Mother Teresa.
There is at bottom no design, no purpose, no evil, no good >> we are machines – Richard Dawkins
ولدينا مثل كتابي واحد عن العدمية والعبثية الحياة بدون الله وهي حياة سليمان والتي دُوّنت بوضوح في سفر الجامعة حتى وصل به الحال لكي يصرّح بأن الإنسان كالبهيمة إذا عاش بدون الإتصال بالله ومعرفته والبحث عن الوجود ومعنى الحياة،حتى قال: الكل باطل!
ولخّص وختم السفر بجملة القول وهي: اتقِ الله واحفَظ وصاياه .. إذكر خالِقك.
ويصرّح الباحث وبروفيسور العهد الجديد N. T. Wright بأن المسيحية قدّمت قصة العالم كلّه، والحق العام Worldview
وقصة المسيحية تتلخّص في 3 كلمات: الخلق – السقوط – الفداء
لذلك علينا أن نعرف بأن أهم 5 اسئلة يسألهم كل باحث مخلص في حياته هم: الله – المعرفة – الإنسان – الميتافيزيفية – الأخلاق.
ونفتخر بأن مسيحيّتنا تمتلك إجابات منطقية شافية لأهم اسئلة الحياة والوجود والمعنى والغرض والقيمة والرجاء.
و واقعنا الإختباري وكلمة الله يؤكدان حقيقة الثالوث الإنساني: الروح(عضو الإتصال بالمطلق/الله)-النفس(جهاز الفكر والإرادة والعواطف)-الجسد(للتعامل مع كل ما هو مادي ومرئي)،وينبغي أن يكون هناك إتزان وتناغم ووحدة في هذا الثالوث.
وهناك سؤال: من/ما هي/هو الحياة؟ والإجابة المسيح هو الحياة، وهذا إدعاء صرّح به في حياته على الأرض،والعجيب انه يحيا فينا وفيه كانت الحياة، لذا فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، ولسنا هنا لنحيا لذاتنا بل للذي مات لأجلنا وقام وللآخرين
وفي احد عظاته،قال د. ماهر صموئيل/ إذا إقتنعت بأنك آتيت من اللا شيء، وذاهب إلى لا شيء، إذا فوجودك بالتالي لا شيء.
وفي إعترافات القديس أغسطينوس عن الحياة يقول:
بائسة كل نفس تدخل في صداقة مع كل ما هو فاني، فسوف تتمزّق حزناً حين تفقد صديقها.
انت حياة كل النفوس، وحياة كل حي، تحيا بذاتك، ولا تغيير ولا ظل دوران فيك، يا حياة نفسي أيضاً.
وفي النهاية أقول:
أنا هنا لأمجّده، واحقّق مقاصده، واتمّم مشيئته، وأعمل معه.
قيمتي وهويّتي وإنسانيّتي لا تُستَمَد من مفاهيم نظرية أو شعارات تاريخية أو إنجازات عملية أو نصوص دينية بل من إيمان حقيقي وحياة إختبارية وإجابات منطقية شافية.
ستتغيّر حياتك بأكملها إذا ادركت كيانك الإنساني والروحي وتركيبتك الفريدة روحاً ونفساً وجسداً، وإذا عرفت قيمتك يا من خُلِقت على صورة الله كشبهه وأمامك الفرصة للتجديد والإسترداد بفداء وخلاص الله، وإذا عرفت غرضك في تمجيد الله بسلوكك النقي وأعمالك الحسنة ومدحك وتعظيمك لله في أفعالك قبل أقوالك، وإذا عرفت رجاءك في المسيح والحياة الأبدية بمعرفته المستمرة كل يوم ومعرفة قوة قيامته والشركة في آلامه متشبّهاً بموته، وإذا عرفت بأن لوجودك قصد إلهي وخطة أزلية أبدية ولحياتك معنى ومتعة وعمل ورجاء!
(ملحوظة/هذه بعض المقتطفات والقصاصات من المحاضرة والمناقشة والتي قريباً ستُعرَض وتُقدّم بصالونات ثقافية وروحية تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية)
www.samtfikry.com
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!