في رحلة لصعيد مصر في مراهقتي، ذهبت لأحد القرى البعيدة المغمورة، كنت انتظر واتلهّف للقاء ابنائها وشعبها واعرف احوالهم واحاول أن اساعدهم إذا استطعت ولو بابتسامة وكلمة طيّبة تشجيعية، وتشجّعت في ذهابي لهم بأحد العربات البسيطة القروية بأنه رافقني أحد الاصحاب القريبين منّي والذي يشّجعني ويرشدني دائماً ويحلو لي الحديث والشركة الروحية معه، وعند وصولنا تفاجئنا بعدم وجود أحد في انتظارنا بالرغم من علمهم بمجيئنا، ولكن لم تصيبنا خيبة الأمل لأننا جئنا لنزور أهل القرية ونخدمهم ونشجّعهم ونفتقدهم ونرسل لهم رسالة حب ورجاء وأمل، لذا ذهبنا لاستراحة المكان المُضيف لنا مباشرةً وعند وصولنا سألنا صاحب المكان عن أهل القرية، فقال انهم مشغولون حتى السادسة م تقريباً في الزراعة في حقولهم، فذهبنا للاسترخاء والراحة لمدة ساعتين ثم اتجهنا لطرق أبواب بيوتهم بعد عودتهم إلى منازلهم من عملهم الشاق، وفي كل بيت تفاجئنا بكرم الضيافة والترحيب والحب العملي بالرغم من تعبهم وانهماكهم الفكري والجسدي وربما الروحي، والعجيب في الأمر انه لا بد أن تشرب كوب من الشاي الصعيدي لدى كل بيت! وفي أحد الأمسية جلسنا معهم للترنيم والصلاة وال...
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry