في دراستي بكلية الطب درسنا مرض شهير يُدعى عمى الألوان، و درسنا كيف يتسبّب العامل الوراثي في الاصابة بالمرض وفيه يصعب التمييز بين الألوان و قد تبدو في رؤيتها ألوان أخرى تختلف عن اللون الحقيقي وهذا ما عاينته تماماً في أحد أصحابي الأعزاء،ولمن لا يهمني أن استرسل في هذا المرض فقد قُتل بحثاً في المواقع و الكتب و الابحاث الطبيّة و اصبح من المواضيع المُستهلكة في الحديث عنها،ولكنّي سأتحدّث اليكم وباختصار و ايجاز عن مرض روحي ينتشر في هذه الأيام ذكره لنا الوحي في الكتاب المقدّس وهو " عمى الأذهان " و في محدوديتي اللغوية اعتقد بأن الذهن هنا يُفهم بأنه العقل و الفهم و البصيرة، فنرى من حولنا الكثير من العميان عن الحق و نضم أنفسنا لهم ولكن السؤال الأهم ما هي أسباب هذا العمى؟ في الحقيقة السبب وراء هذا المرض الخطير الذي يتعلّق بالمصير هو ابليس الشيطان الذي يقود الناس للابتعاد عن الحق و الايمان الحقيقي و معرفة الله الواحد فيصيب البشر بالعمى الروحي فلا يعرفوا الله و كمال صفاته و ماهيتها و يستعبد هؤلاء المصابين بالعمى للغنى و الغرور و شهوات سائر الاشياء و النجاسة و عصيان الله و كسر وصاياه، ولكنّي اود أن اوضّح نقطة هامة جداً في هذا الشأن وهي ان للانسان حرية الاختيار بين الحق و الضلال و بين النور و الظلمة و بين الخير و الشر فلا يُجبره الله على عبادته أو رفضه ولكن يجعل الله امامنا حرية الاختيار و يُشير علينا بأن نختار الحياة و نعرف الحق فالحق قريب منّا، لذلك وجب التنويه انه مرض سببه اختيار الانسان لتبعية ابليس الذي يقوده للعمى الروحية و العبودية القاسية للخطية و النجاسة ولا منفعة ولا متعة ابدا في هذه الحياة التي يقودنا فيها ابليس لأنها متاع وقتية و اذا استمرت حياتنا على هذا المنوال سنحيا في عذاب أبدي وهلاك أبدي لأننا لم نختر الحق و الحياة و الطريق الصحيح، فهل تُفضّل يا صديقي أن تستمر بهذا المرض الذي استشرى و انتشر في البشرية ؟ هناك علاج لك و لي اليوم، فالله لا يشاء أن يهلك أحد بل أن يقبل الجميع الى التوبة، الله يناديني و يناديك للتوبة و الايمان الحقيقي به، الله لا يفشل فينا ولكنه ينتظرنا و يمد يداه بالرحمة و المغفرة و الحب و القبول لنا، يريد أن يعالجنا و يصحّح الأفكار المشوهة لدينا عنه من جراء الاعتقاد بكل فكرة و عقيدة تشوّه صورة الله و طبيعته و صفاته الكاملة المطلقة، الله يُحبّك حب عملي، الله يُريد أن جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون، الله اخذ المبادرة لأجلك و لأجلي في المسيح ليصالحنا معه و ينقذنا من الهلاك و الغضب الآتي، هو الطريق و الحق و الحياة، عنده تجد كلام الحياة الأبدية، كل من يؤمن به لن يهلك، انه قريب جداً منك فلماذا تبتعد عنه؟ اطلبه و ادعوه و تُب اليه و اطلب رحمته و غفرانه، هيا افرح فعنده لداءك دواء!
الله معك.
سام فكري
samfikry.com
Thanks to topic
ردحذفThanks to topic
ردحذف