في البداية كل عام و انتم بخير بمناسبة سنة
ميلادية جديدة و ذكرى ميلاد المسيح في هذه الأيام الخاصة, و لا أٌطيل عليكم
الحوار, ولكنّي في سطور قليلة ارسل لكم رسالة خاصة عما اراه و اسمعه و اشاهده و
اعاينه كل عام في هذا العيد و ما اتمناه من المسيحية المصرية بكل طوائفها و
اتجاهاتها.
" بعد التحية و التهنئة بالعام الميلادي
و عيد الميلاد الجديد, انني ارى فقط في هذه الاعياد و الايام المباركة المجيدة
التي تأتي علينا كل عام مُجرّد ذكرى و احتفال وقتي دون الاتجاه لمعرفة معنى العيد
الحقيقي و معنى الميلاد. نتجه فقط لشراء الملابس الجديدة و الاحذية الفاخرة
المختلفة و تجهيز الأطعمة المتعددة الأصناف و الأشكال و شراء الخمور و الكحوليات
للسهر بها و تناولها في ايام العيد و تنظيف البيوت و الخروج خارج المنزل للتنزّه
مع الأسر و الاصدقاء و الذهاب للكنيسة اذا بقي وقت بعد كل مافعلناه مما سبق كتابته
و كالعادة دون التركيز في العظة و القراءة الكتابية و التراتيل و رسالة الميلاد الروحية
لنا. عجبي. انه ليس عيد الميلاد. انه اصبح عيداً خاصاً بنا و عطلة جديدة مضافة لنا
و وقتاً للرفاهية و التنزّه و التظاهر بالملابس و الاحذية الجديدة و تنوّع
المأكولات و المشروبات, اذا فأين معنى العيد ؟ هل حقاً نعرف من نتذكره في هذه
الأيام؟ هل حقاً نسعى لمعرفته المعرفة الحقيقية الاختبارية التي تختلف اختلافاً
جذرياً عن المعرفة العقلية الشفاهية؟ هل حقاً ادركنا معنى الميلاد و التجسّد
الالهي و هدفه للبشرية أجمعين؟ هل حقاً وُلد المسيح في قلوبنا و دخلها ليُغيّرها و
يطهرها و يملأها بالأمان و السلام و يدهشها بالحب العجيب الباذل المُضحّي العملي الذي
يصنع الخير للجميع؟ لنراجع أنفسنا في هذا العيد و في هذا العام الجديد. لنسعى
لمعرفة المولود و معنى و هدف الميلاد. لنتُب و نعرف الله و نطلبه كي يُظهر ذاته
لنا فتعود انسانيتنا المفقودة بسبب سقوطنا و عبوديتنا لابليس و قيوده لنا فنعرف
الحق و نتحرّر. الله محبّة. كل عام و انتم بخير"
سام
6 – 1 – 2013
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!