التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مُـتفرجون على عمل الله - سام


تحياتي, فضّلت أن اختار هذا العنوان لهذه التدوينة المُختصرة البسيطة التي أوضّح لكم من خلالها ماحدث معي اليوم و اتمنّى أن تكون هذه التدوينة سبب بركة و تغيير لحياتنا القادمة في هذا العام الميلادي الجديد, و الجدير بالذكر ان هذه المقولة قالها الاب الفاضل: سمعان ابراهيم راعي كنيسة دير سمعان الخراز بالمقطم بمصر و يتخذها شعار لخدمته و لخدمة كل فريق العمل هناك بهذه الكنيسة المباركة.
لنبدأ معاً في الحديث عمّا حدث معي اليوم و اعدكم بتلخيصه في سطور قليلة مراعاة للوقت و الجهد و لبدأ انقراض القراءة بمجتمعاتنا العربية, ليرحمنا الله.
دُعيت اليوم للذهاب لاحتفال بسيط لأطفال مدارس الأحد و شباب اعدادي لأكون معهم كعادتي أنا و اسرتي كل عام و لنهنئهم معاً بالميلاد و بسنة جديدة بدأت, و طلبوا منّي أن اعزف لهم بعض الترانيم الرائعة التي تتحدّث عن عناية الله و معيّته و رعايته في وسط الظروف المضطربة و المتغيّرة فهو يبقى و يزال أميناً لا يقدر أن يُنكر نفسه. فذهبت متأخراً لازدحام الطرق و المرور, و وصلت هناك و سلّمت على الأطفال كلهم بمختلف أعمارهم و لاحظت على وجوههم الابتسامة العريضة الصريحة و البراءة و البساطة و الاهتمام بأدوارهم بالاحتفال, و لكنّي أُصارحكم بأن هذا المكان الذي سيتم فيه الاحتفال هو مُجرّد شقة صغيرة جداً لا نجتمع فيها الا للصلاة و دراسة الكتاب المقدّس و الشركة و كسر الخبز و لخدمة مدارس الاحد و شباب اعدادي و تنمية مهارتهم الفكرية و الروحية و الاجتماعية. ولا ينفع أن تتحرّك من مكانك حتى نهاية الحفل, ولا يوجد ساوند سيستم لتنظيم الأصوات و الالات الموسيقية و لا يوجد ميكروفونات و منبر للضيوف و للمرنمين و الاسكتشات فالمكان ضيّق جداً. ولكنّي بالرغم من هذه الظروف لاحظت على الأهالي و كل الحاضرين ابتسامة رقيقة و امتنان و عرفان بالجميل و الشكر لله وحده طوال الاحتفال و تصفيق و تشجيع للأطفال بمختلف الأعمار عمّا قدموه. ولاحظت البساطة في ملابس البعض و امكانياتهم المادية و لكن هذا لم يؤثّر على ادائهم المُبهر الرائع في اليوم الذي رأيت فيه قوة الله في تغيير النفوس و القلوب و البيوت التي يصعُب فيها وصول كلمة الله. مما شجّعني و أعجبني في هذا اليوم مشاركة بعض الأطفال باختبارات الأعوام الماضية و ما يفعله معهم الرب كل يوم في حياتهم و في حياة أسرهم و أكثر ما اثّر فيّ هو انه كانت أعمارهم من 4 حتى 7 أعوام و هم يشعرون بالشكر و الرضا عمّا يفعله الله معهم في مدارسهم و امتحاناتهم و أسرهم و شاركونا ببعض الحوادث التي نجاهم الرب منها و بعض المواقف التي رفعهم الله فوقها امثال ضيقات و اضطهادات. ثم شاركونا شباب اعدادي بمسرحية رائعة عن "محكمة يونان النبي" و تعلّمت منها عدم ادانة الاخرين و الحكم عليها و تشجّعت من رحمة الله و محبته لنينوى المدينة العظيمة و شعبها بالرغم من شرهم و ضلالهم و استخدام الرب ليونان بعد توبته بقوة. ثم صلّينا جميعاً في ختام الحفل لأجل حياتنا و أولادنا و خدمتنا و كنيستنا و بلدنا الحبيبة مصر و أسرنا و ظروفنا و تناولنا بسكويت و عصير معاً و رجعنا لبيوتنا.
ليس لديّ كلام اخر لأكتبه أكثر, ولكنّي تعلّمت اليوم ان أحيا و انظر و اشاهد و اترقّب عمل الله في كل من حولي مهما كانت شخصياتهم و ظروفهم و أعمارهم و بيوتهم و معتقداتهم, فمازال الله يعمل و يضم للكنيسة الذين يخلصون, وما علينا الا أن نثابر و نجاهد بصبر و احتمال و ترقّب لمجيء ربنا و مخلصنا يسوع المسيح و نحيا مستعدين لمجيئه و لا نتكاسل و نتراخى في عمله و في الشهادة عن نعمته فينا للأخرين حتى لا نخجل عند مجيئه.
يارب, ساعدنا كي نحيا باقي أيامنا في رضاك, زِد ايماننا و تقوتنا و امانتنا و اخلاصنا و مثابرتنا و شهادتنا لأجلك. علّمنا أن نكون قدوة حسنة فيرى الجميع فينا نوراً مُختلفاً و يُمجدوك وحدك. اخفينا و اظهر فينا. علّمنا أن نعمل رضاك. امين
الله معكم
5 – 1 – 2013 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي