تحياتي لكم,
اعتذر للقرّاء الأعزاء عن عدم التدوين و
النشر لفترة طويلة كنت منشغل فيها بالدراسة و بأشياء أُخرى كثيرة, و لكنّي أيضاً
كنتُ في فترة اعداد لهذه التدوينة القصيرة بالتفكير في عناصرها و تقديمها كوصفة علاجية
لمُجتمع مفقود الأمل فيه!
منذ أسبوع تقابلت مع زميل أردني تعرّفت عليه
منذ وقت قريب و تحدّث معي عن الحالة الروحية العامة لكثير من المؤمنين داخل
الكنائس و في الوسط الروحي العام و تناقشنا كثيراً و اجمعنا على البرودة و الفتور
العام , و في حديثه لي الشيّق استخدم هذه العبارة التي اتخذتها كعنوان لتدوينة
اليوم حيث قال لي نحن نحيا في أيام صعبة يعيش فيها الكثيرين في "احتراف
الايمان" , استفدت منه الكثير و حفظت هذه العبارة في ذهني و اضفت اليها
الظهور في الاعلام.
انها أيام حقاً يصعُب فيها التمييز بين
المؤمن و الخاطيء, بين البعيد و القريب, بين الصالح و الطالح, بين اللائق و الغير
لائق. الكُل يحترف الايمان و يتخذه كمهنة ظاهرة خارجيّة أمام الناس. الكل يحترف
الايمان لربح منصب كنسي بين المؤمنين أو للربح المادي القبيح كما ذكر الكتاب
المقدّس, الكل يُمارس طقسيات و فرائض و يهتم بالمظهر دون الجَوهر و نجح الشيطان
كما كتبت من قبل أنه يربح الكثيرين بسلاح التديّن الذي يصارع به الان المؤمنين و
يتعايش مع الخطاه فيه بتطعيمهم بالبر الذاتي و ممارسة طقوسهم بانتظام دون
الاستمتاع الروحي بالله و دون التغيير الداخلي الجوهري المطلوب, يبعد اذهانهم عن
محبة الله و عن الايمان الحقيقي, يبعد اذهانهم عن قوّة الله للخلاص و الفداء و
التبرير, يبعد اذهانهم و يعميها عن الحق و الطريق و الحياة.
الكل يسعى لاظهار ذاته, الكل يسعى للظهور في
الاعلام, الكل ينتظر التصفيق الحار له و الكلام التشجيعي البنّاء له دون النقد و
الاعتراض, الكل يسعى لتحقيق اغراضه مع أن الله صنع الكل لغرضه وحده.
لكنّي لا اترككم مع العبارات التشاؤمية
السابقة دون العلاج و دون الشيء الذي يُفرح و يُبهج و يُغيِّر, فالله الان يعمل
بشكل عجيب و رهيب لكشف حقائق المُحيطين بنا و كشف ايمانهم من خلال تعرّضهم للشدائد
و الظروف الصعبة و الاحتكاك بهم في الخدمة الروحية و الحياة العملية اليومية, فمن
ثمارهم تعرفونهم !
احذر من مُحترفي الايمان, احذر من مُحبّي
الاعلام, و لا تكن منهم, بل قاومهم و اظهر لهم الحق و القدوة الحسنة, صلّي لأجلهم.
الله يأمر جميع الناس أن يتوبوا .
اذاً, فلنتغيّر داخليّاً و نعترف بأخطائنا و
سقطاتنا و فسادنا و نطلب رحمة الله و خلاصه و غفرانه و نُصدّقه و نؤمن به ايمان
داخلي قلبي حقيقي حتى يتغيّر الجوهر ثم المظهر تلقائيّاً و بصفة مُستمرّة.
الاعتراف سر البركة و التغيير.
امتحنوا الأرواح, تمسّكوا بالحسن.
سام
19 – 11 - 2012-10-28
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!