ليت
الأيام المباركة الفائتة تتكرر مرة أُخرى !, ليتني أسكن هنا بصعيد مصر في أي قرية أو
نجع أو أي مركز صغير بعيد عن ضوضاء المُدن و عن الوقت الضائع هناك و المشغوليات
التي ليس لها نهاية.
في
11 يوم بدأوا من 1 سبتمبر حتى الأمس ذهبت الى قرى و نجوع مصرية صعيدية, ذهبت لا
لأظهر ذاتي و لا لأستفد بوقتي الضائع و وقت العطلات الصيفية, لا ليرى الناس خدمتي
و كلامي و مواهبي, و لكني ذهبت فقط لأتعلّم و أتدرّب في خدمة الله.
و
منذ أوّل يوم صلينا فيه أنا و رفيق الرحلة(يوسف) بخصوص الرحلة و الخدمات التي
سنقوم بها و الزيارات و الافتقادات, شعرت براحة شديدة تجاه هذه الرحلة القصيرة و
بتشجيع الهي بدأ منذ أول لحظة بعد الوصول لصعيد مصر و مقابلة يوسف و الصلاة
للانطلاق.
بدأنا
بالخدمة أولاً بمسقط رأسي في مركز أبوتيج و أعطانا الله ليلتين رائعتين في هذا
المركز في الكنيسة هنا, أعطاني فيها الله حتى عناوين الرسائل التي سنتكلّم فيها و
كانت: " المحسوبين على التيار الروحي " و " كنيسة مطفشة !" و
لقت العظات القصيرة التي لا تتعدى ال 20 دقيقة قبول و نعمة في أعين السامعين بقوة
الله و بتأييد روحه القدوس و لا أدعي و أزعم بأني موهوب و لكني مازلت تحت التدريب
و أعطاني الله هذا التأملات و الرسائل القصيرة من خلال التأملات و الخلوات اليومية
و النظر الى أحوال كل كنيسة و احتياجها فالله يرسل لنا بحسب احتياج السامعين و هم
يشهدون بهذا و يشجعوننا و كانت أبوتيج انطلاقة الرحلة بعد تشجيعات و زيارات لأناس
كثيرين غالين على قلبي افتقدتهم لمدة طويلة.
ثم
اتجهنا بعد أبوتيج الى (كوم اشقاو) قرية بسوهاج و ذهبنا لنزور كنيستنا هناك و نشجّع
اخوتنا هناك و شاركنا هناك بثلاث فرص و أعطانا الله فيها 3 رسائل خاصة لنا و لهم
من كلمته و كانت: "ثورة الانجيل" و " ثورة العطاء" و "
ثورة الخدمة". و شجعنا الله بقبولهم كلمة الله و تشجيعهم لنا و ترحيبهم
الشديد و المحبة العملية التي وجدناها في قلوبهم التي من خلالها رأيت محبة المسيح
فكانوا يسألون عنّا دائماً و يرحبون بنا و يقدمون لنا المأكل و المشرب بصفة مستمرة
و قاموا بتنظيف مكان استراحتنا فرأيت حياة المسيح و محبته فيهم. و أكثر ما أدهشني
أن شخص عادي منهم أعطى للرب بيته ليكون الكنيسة و مكان العبادة لكل المؤمنين هناك
و هو بيت ليس بصغير المساحة لكنه كبير و به كل الامكانيات و رأينا كيف يكرمه الرب
من خلال اكرامه للرب بهذا المكان الخاص بالعبادة و تعلمنا أمور كثيرة كانت نظرية
بالنسبة لنا في كلمة الله فرأيناها هناك بشكل عملي. المجد لله.
ثم
اتجهنا الى قرية (النخيلة) بأسيوط لمدة ثلاث أيام أخرى, كانت أيام سمائية, تشجعنا
فيها كثيراً برؤية مكان جديد للعبادة و شباب كثيرين موهوبين و محترمين و عمل الله
يشغل قلوبهم و أفكارهم. و شاركنا بثلاث رسائل هناك و كانت: "ثورة
الأقليات" و " ثورة على الوضع الروحي " و " ثورة المشغولية
" و تشجعنا كثيرة بقبولهم الكلمة بفرح و تشجيعهم لنا بأنها كانت حاجة قلوبهم
للتحريض من كلمة الله في هذه المواضيع و كانت لي أيضاً سبب بركة و تغيير لحياتي. و
تشجعت بزيارة بيوت كثيرة رأيت فيها محبة المسيح, و ذهبنا لأحد البيوت للافتقاد و
كان كل عبارة يقولها يقول بعدها " نشكر الله , ده من احسانه " و حكى لنا
كل ما مر به في الأيام الفائتة من اختبارات له و لأسرته و تعزينا جداً و تشجعنا بها.
و ذهبنا لطبيب في تلك الأيام كان قد طلب من أن نزوره و نتناول معه العشاء و رأيت
في حياته المسيح من خلال نجاحه العلمي و من خلال محبته العملية لنا و من خلال
أقواله لنا فكان دائماً يقول " انا باختبر ربنا في دراستي و عملي و بيتي بشكل
عجيب " و قال " احنا مهما عملنا في خدمة ربنا مش هانوفي اللي عمله عشانا
" و قال " احنا بنشهد عن ربنا في عملنا و دراستنا بحياتنا و سلوكنا
" . الشكر لله.
و
ختمنا رحلتنا بزيارة ل "كوم غريب" قرية بسوهاج. ذهبنا لنزورهم و نشجعهم
و نتعرّف على مكان العبادة الجديد الخاص بهم. و الله أعطانا ثلاث رسائل خاصة هناك
كانت: " الاستعداد" – " الانشغال " – " المشاعر ".
و
تشجعنا أيضاً بحضور اجتماع الشباب هناك و تشجيعهم و مشاركتهم و كانت أيام سمائية
رأينا فيها المسيح فيهم من خلال بساطتهم و مساعدتهم لنا و قبولهم لنا و للكلمة
البسيطة التي أعطاها لنا الرب هناك. و أكثر ما أدهشنا هو شاب هناك انتهى من
المرحلة الثانوية بدراسته و حياته موهوبة لخدمة الرب فكان يرافقنا بالزيارات و
الافتقادات و كان يسألنا عن احتياجنا لمأكل أو مشرب و يرسله لنا , و كانت
الابتسامة لا تفارقه. و هو متجه للدراسة بكلية الطب منذ بدء العام الدراسي القادم
قريباً و تعجبني صلاته أكثر ما أدهشني في حياته و كلامه أن كل ما يتحدّث لنا
يستشهد لنا في كلامه بأية من كلمة الله في الكتاب المقدّس. الحمد لله.
أخيراً.
ليكن
فضل القوة لله لا منّا.
انتهى
الوقت القصير للتدريب هنا بصعيد مصر.
عائدين
لدراستنا و مشغولياتنا القيصرية, أشكر رفيق الخدمة و مُرشدي الروحي الذي شجعني
كثيرا "يوسف"
الله
يبارك كل من تعب لنا و أظهر لنا المحبة العملية المسيحية.
مهما
فعلنا له فنحن عبيد بطالون. حتى لو كُنا نغرس أو نسقي فنسأل الله أن يُنمي الكل من
أقواله و كلماته التي أرسلها لنا.
الله
معكم.
سام.
11 –
9 – 2012
الرب يباركك د صمول ويعوض تعبك ومحبتك وخدمتك وتكون اناء مستخدم من الرب وتذكر القول اكرم الذين يكرمونني ويحميك من سهام ابلس والمفشلات
ردحذفالمحب يوسف
الرب يباركك
الرب يباركك يا جبار الباس
ردحذفالمحب يوسف
تعلمت ان لا للذات بل يجب علينا ان نتعلم من الصغار واطاعة الاحداث
ردحذف