التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من خُربر الى علقم (2) - سام

اهلاً بكم, اتمنى ان تكونوا قد استمتعتم بالرسالة الشيطانية السابقة, و اليوم مع رسالة شيطانية اخرى بين خُربر و الصبي الخاص به علقم, فهيا لنرى ماذا قال له,,
" عزيزي علقم,علمت بمزيد من الاستياء أن مريضك قد امن بالمسيح, فلا تُعلل النفس بأمل الافلات من العقوبات المعتادة .اذاً فعلينا أن نستغل الوضع أحسن استغلال, فان مئات من هؤلاء المهتدين البالغين قد تم استردادهم بعد اقامة وجيزة في معسكر العدو, و هم معنا الان, و جميع عادات المريض العقلية و البدنية, ما تزال في مصلحتنا و في صفنا.
من حلفائنا العظام, في الوقت الحاضر, الكنيسة نفسها ! لا تسيء فهم ما أقول, فان كل ما يراه مريضك هو المبنى القوطي المزخرف نصف المكتمل على موقع البناء الجديد. و عندما يدخل الى الداخل يرى البقّال المحلي و على وجهه تعابير أميَل الى المداهنة و النفاق, يهب اليه واقفاً ليقدم له كتاباً لمّاعاً صغيراً يحتوي على طقوس دينية لا يفهمها كلاهما, و كتاباً صغيرا بالياً فيه نصوص مشوهة لعدد من التراتيل الدينية, و حين يصل الى مقعده و ينظر حواليه لا يرى سوى تلك المجموعة من جيرانه التي طالما تجنبها حتى ذلك الحين, فينبغي أن تعتمد جيداً على اولئك الجيران, اجعل ذهنه يشرد جيئة و ذهوباً بين تعبير مثل " جسد المسيح " و الوجوه الفعلية على المقعد الطويل التالي, ان مريضك غبي, فاذا صادف ان احد من اولئك الجيران خالف النغم عند الترتيل, أو كان ينتعل حذاء له صرير و صريف, او كان تحن ذقنه لٌغد, او ثيابه غريبة الطراز, فان المريض سيعتقد بكل يُسر أن ديانتهم لابد أن تكون سخيفة على نحو ما. فأنت ترى أنه في مرحلته الحالية لديه في ذهنه فكرة عن المؤمنين بالمسيح يُفترض أنها روحية و لكنها بالحقيقة رسميزيتية الى أبعد حد, لذلك أن ذهنه  زاخر بالأثواب الفضفاضة و الصنادل و الدروع و السيقان المكشوفة.أبق كل شيء مشوشاً في ذهنه الان.
ركز كل جهدك اذاً على الخيبة أو الهبوط المفاجيء اللذين سيصيبان المريض حتماً في اثناء أسابيعه الأولى بوصفه مُرتاداً للكنيسة. العدو يقوم ببهذه المغامرة لأن لديه نزوة غريبة في تحويل هؤلاء الطفيلين البشريين الصغار المُنفرين الى ما يدعوه أحباء و خداماً احرار و ابناء بحبه الذي لا يلين لاهانة العالم الروحي كله باقامة علائق غير طبيعية بالحيوانات التي تنتصب على قدمين. فرغبة منه في ممارستهم لحريتهم يرفض تالياً أن يحملهم حملاً بمجرد عواطفهم و ارادتهم الى أي من الغايات التي يضعها أمامهم اذ يدعهم يفعلون ذلك بمحض ارادتهم .
لو عرف مريضك أن المرأة المعتمرة تلك القبعة المضحكة لاعبة بريدج ( بطاقات) مهووسة, أو ان الرجل المنتعل الحذاء ذا الصرير و الصريف بخيل و مُبتز. فكل ما عليك عندئذ  أن تفعله هو أن تصرف ذهنه عن هذا السؤال: ( اذا استطعت في حالتي التي أنا عليها, أن اعتبر نفسي مؤمنا بالمسيح بمعنى ما, فلماذا ينبغي أن تُثبِت مختلف رذائل هؤلاء الجالسين على المقعد التالي مع أن ديانتهم مجرّد رياء و تقليد؟), و كل مايقوله, حتى و هو جاث على ركبتيه, عن حالته الخاطئة هو كلام ببغائي بمجمله. ففي قرارة نفسه ما يزال يعتقد أنه قد فتح حساب اعتماد مُربِحاً  جداً في الدفتر الأستاذ لدى عدونا اذ سمح لنفسه بأن يهتدي, و يحسب أنه يُبدي  تواضعاً و تصاغراً عظيمين بارتياده للكنيسة أًصلاً مع هؤلاء الجيران العاميين المتأنقين و المغرورين. فأبقه في تلك الحالة الذهنية ما دمت تستطيع ذلك" خُربُر
تعليقي:
عفواً عزيزي القاريء للاطالة في تلاوة الرسالة, ولكنها رسالة هامة, كنت اتمنى ان لا اكتب تعليق خاص بي فالكلام واضح في الرسالة مع صعوبة الاسترسال و اللغة المكتوبة بها, ولكن دعني اوضّح بعض المفاهيم لكي تفهم الرسالة فهماً جيداً, فالعدو هنا هو المسيح.و لا يقصد بكلامه عن الكنيسة أي كنيسة أو اي معتقد و لكنه يقصد كيف يستخدم الشيطان أسلوبه و مهارته في تشتيت المترددين على الكنائس يومياً.أعرف انكم تفاجئتم بعدم ايمان المريض الحقيقي, لأنه يؤمن هنا ايمان عقلي ذهني فقط وليس ايمان قلبي بالمسيح.
هناك مما يقرأون هذه الرسالة يذهبون الكنائس يومياً او مرات قليلة في الاسبوع, هذا أمر رائع, ولكن من المؤسف في الأمر هو تعدد أهدافنا للذهاب للكنيسة, هناك من يذهب ليتقابل مع اصدقائه, ليقضي وقت فراغه هناك, ليبيّن للأخرين ايمانه الظاهري و تدينه, لاعتقاده أن بذهابي للكنيسة أنا أرضي الله و سيمنحني الملكوت بذهابي هذا, و هناك الكثير من الأسباب الأخرى السلبية الوهمية الزائفة, و لكن دعني أسألك سؤالين لتفكّر فيهم في ختام مقالتي.
1 - لماذا تذهب الى الكنيسة ؟ و هل يقوم الشيطان بتشتيتك في الكنيسة عن الغرض الأسمى لذهاب و هو المقابلة مع الله ؟
2 - هل ايمانك بالمسيح يتوقّف فقط على ذهابك للكنيسة و ممارستك لطقوس و فرائض و أعمال خيرية و صالحة و ايمان عقلي و ذهني و معرفة علمية و لاهوتية عن الله؟ 
اذكر من أين سقطت و تُب!
سام
samfikry.com

تعليقات

إرسال تعليق

شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي