التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من خُربُر الى علقم (1) - سام

من خُربُر الى علقم (1)

قد تتعجّب من الاسماء, و لكنها ستبقى عنوان سلسلتنا القادمة التي لا اعرف نهايتها, هي رسائل شيطانية من شيطان كبير و هو خُربرُ الى علقم الصبي الخاص به صغيره.
كل حلقة من سلسلتنا سنتخذ أمر جديد و رسالة شيطانية جديدة من خُربر الى علقم و الى شياطين اخرى صغار,و الرسائل سنتخذها من كتاب " رسائل خُربُر " للكاتب الرائع سي . اس . لويس. اتمنى لكم قضاء وقت ممتع في الحلقات كلها. لا أُطيل عليكم, رحلتنا في كل تدوينة ستكون برسالة شيطانية وتعليق عملي عنها حتى نصل للفكرة و رسالة الله لنا.
الرسالة الأولى:
" استغل يا علقم جفاف و بلادة مريضك أحسن استغلال, اتخذ فرصة لجميع التجارب الحسّية و لاسيما اغواءات الجنس.سيكون للهجوم فرصة نجاح أفضل بكثير حين يكون عالم الانسان الداخلي بكامله كئيباً و بارداً و خاوياً.قد ربحنا نفوساً كثيرة من خلال المتعة, و لكن المتع هي من اختراع عدونا, وجميع مساعينا حتى الان لا تمكّنّا من ابتداع متعة واحدة.و أقصى ما نستطيع فعله هو تشجيع الادميين على أن ينتبهوا المتع التي ابتكرها عدونا في أوقات و بطرق قد حرمها هو.ما يسر قلب أبينا حقاً هو أن نمتلك نفس الانسان و نُعطيه لا شيئاً في المقابل.وصفتنا كالأتي: الخطوة الأولى هي حجب ذهن زبوننا عن المعرفة, زبونك سيكون اما من النوع المكتئب الذي يمكن أن يُجرّب باليأس, و اما من النوع المُبتلي بالتفكير الرغبي الذي يمكن طمأنته ان كل شيء هو على ما يُرام. ابعد مريضك عن المؤمنين ذوي الخبرة, اقنعه بأن حالة القاع دائمة و أن " مرحلته الدينية " ستتلاشى تماماً . اصرف ذهنه بعيداً عن التعارض الصريح بين الصواب و الخطأ." عمّك خُربُر
تمت الرسالة الأولى بنجاح من خُربُر الى علقم,
تعليقي و باختصار,
المريض و الزبون هو الانسان المؤمن المسيحي الحقيقي فهو مُحارب لأنه تابع لعدو الشيطان و هو المسيح, التفكير الرغبي هو اعتقاد المرء بصحة شيء لمجرّد رغبته في أن يكون ذلك الشيء صحيحاً.
اكثر ما لفت انتباهي في رسالتنا الأولى هي عبارة " المتع من اختراع عدونا ", الله وحده هو صانع المتع, و الشيطان فقط يحوّرها في طرق لا تُرضي الله و تضُر الانسان. الله وحده صنع الكل لنستمتع به, الطبيعة و كل ما حولنا لنستمتع به, الهواء و الماء و النباتات و كل الخليقة لنستمتع به و ندرك وجود الله من خلالها و نُمجده فيها, الشيطان من حولك يغويك ويخدعك بأمور لا تفيدك و لا تبنيك, هو يسعى لتحقيق مصلحته و استهدافك و استغلالك و اضرارك باصعب الاضرار, لا يهمّه مصلحتك, لا يهمه حياتك, يهمه أن تتبعه و تنفّذ أقواله و اوامره و تحيا مهزوماً مخدوعاً و مُنقاداً وراء حياة رخيصة شهوانية ذات المتع الوقتية كلها اضرار ليس لها طعم ولا قيمة, مليئة بالهزائم و الانكسارات و الندم و الحسرة, ولكن الله عكس ذلك تماماً, الله يريد لك الكرامة و الحرية و الخير و الخلاص و الفرح الأبدي, فأيهما تختار؟ لمن منهم ستحيا ؟ هل ستختار الخداع ام الحق ؟ هل ستختار صانع المُتع ام مُقلدها و محوّرها ؟
الله يحبك!
سام
9 – 7 - 2012

تعليقات

  1. الرب يباركك يا سام .... أنا أكتر حاجة الشيطان بيتعبني بيها مش المتع ... لأني مجرباها كلها ... والتقرير الأخير هو اللي قاله الرب للسامرية : من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ... لكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا لن يعطش إلى الأبد... لكن اليأس والفشل من حالتي ... إن القاع هو نصيبي اللي مش هايتغير مهما عملت ... ودي خدعة وطعم بيكون سهل للمؤمن اللي دايماً بيبص على نفسه وعاوز يلاقي فيها قوة أو حاجة عدلة تعجب أو ترضي ربنا فيه ... لكن لما الواحد يتعلم إنه يبص على الرب وإنه مقبول في الإبن المحبوب مش في ذاته لأنه ليس بالناموس بر ... إنما البر الذي للمسيح الذي حسبه الله على إنه هو بري أنا ... اللي على أساسه الله بيقبلني وهو ده اللي بيرفع المؤمن من الضعف الروحي واليأس ... آمين الرب يباركك يا سام ... وفي إنتظار باقي السلسلة

    ردحذف
  2. شكرا اختي ميرفت, شكرا للكل على التعليقات و المشاركة, انتظري كل جديد دائماً , ربنا يرحمنا و يعطينا الاستنارة و البصيرة الروحية و النصرة و الغلبة فوق هزائمنا المتكررة

    ردحذف
  3. رائع يا سام الرب يبارك حياتك وننتظر المزيد للعملاق سي اس لويس الأديب المسيحي الرائع

    ردحذف
  4. شكرا اخي حازم لتعليقك ومشاركتك.بالتأكيد سأقوم بنشر الكثير لهذا الرجل الفذّ

    ردحذف

إرسال تعليق

شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي