التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الموت ! - سام

الموت

ربما كنت تتوقّع في جريدتنا اننا لا نتناقش و نتحدث و نكتب عن هذا الموضوع اطلاقاً, و لكنّي انشغلت و فكّرت كثيراً في الكتابة عنه هنا في سطور قليلة بواقعية و ايجابية و بصراحة تامة.
الموت في معناه هو توقّف الحياة, و الطب البشري صنفه لأنواع عديدة درستها في مادة الطب الشرعي و لكن لا داعي لذكرها هنا, و لكن سنتخذ الموضوع بطريقة عملية لنتحاور فيه معاً باختصار.
الموت شبح يهدد كل الكائنات, فالكل محدود و لا يدوم, حتى نحن البشر فاجسادنا ضعيفة و هزيلة و غير قادرة على البقاء للابد, الموت خطر يهدد البشرية و الخليقة بأكملها.
يوجد موت روحي يجب على الكل معرفته و يعني الانفصال عن الله, فبالخطايا و الذنوب التي نفعلها نحن منفصلين عن الله بسبب عصياننا له و العلاج الوحيد هو الاحتماء برحمة الله و التوبة القلبية الحقيقية و طلب الغفران الالهي.
و لكن الموت الجسدي يهدّد الكل , و العلم في هذه الايام يحذرنا من السكتات الدماغية المنتشرة في مجتمعنا المصري كثيراً, و تحذرنا المواقع و الكتب الطبية من اشياء كثيرة في المأكولات و الممارسات لتجنّب السكتات الدماغية و الموت المُفاجيء و الوقاية منها.
و لكن, اما تعلمون ان اعمارنا و اجالنا في يدي الله؟!
الله له خطّة عظيمة و رائعة لحياتنا و يعرف يوم ميلادنا و اعمارنا و يوم مماتنا, فمشيئته غير محدودة و هو العليم و الحكيم و القدير.
ليس هدفي من الكتابة في هذا الامر هو نشر الرعب و الاضطراب بينكم, و لكنّي اتوجه الان للقراء الاعزاء بوجهة نظري الصريحة و العملية عن الموت في سطور قليلة.

اذا كان الموت قريباً منّي, ولا يعلمه غير الله, اذاً
- لماذا استمر في عصياني لله و عدم مخافته و عدم التوبة عن حياتي الساقطة البائسة النجسة الفاسدة ؟
- لماذا استمر في تضييع وقتي في امور فارغة تافهة وقتية ولا استثمر وقتي في طلب الله لانقاذ حياتي المعرضة للهلاك و طلب المغفرة و الرحمة منه ؟
- لماذا استمر في الكد و الجهد في تغيير نفسي,و لكنّي افشل دائماً في ذلك, فكيف يكون هذا و الله وحده القادر على تغييري فهو خالقي و ربي و سيد الكون كله و القادر على كل شيء ؟
- لماذا افكّر في الامور الوقتية الفانية و لا افكّر في الامور الممتدة الباقية, و بمعنى ابسط, لماذا لا افكّر في اخرتي و مصيري النهائي ؟
- لماذا لا استعد في كل لحظة من حياتي للموت القريب منّي و من الاخرين و كأن كل لحظة تمر في حياتي هي اخر لحظة احياها قبل موتي ؟
- لماذا لا احيا باقي ايامي القليلة الاخيرة في تقوى الله و رضاه , لماذا لا احياها في طهارة و نقاوة و في عمل الخير ؟  

كل هذه الاسئلة اضعها امام نفسي و امامك و انا و انت وحدنا قادرين على اجابتها بداخلنا, فالكلام لا يفي و يكفي مابداخلنا, و الله يعلم ما في القلوب
فهل سنتغيّر عندما نعلم اننا راحلون قريباً, فهل سنتغيّر عندما نعلم اننا في رحلة قصيرة هنا على الارض استعداداً للحياة مع الله بعدها الى الابد ؟
الله وحده قادر ان يغيّرنا و يقربنا اليه و الى الحق و الطريق الصحيح.
الله معكم
سام....
samfikry.com

تعليقات

  1. ربنا يبارك حياتك يا سام

    لو كان العمر ثابت وهذا العالم مؤبد لكانت لكي يا نفسي حجه واضحه
    ارجعوا إليّ ارجع اليكم

    ردحذف
  2. المشكلة ان الانسان فى شبابه عمره ما بيقتنع او يستوعب انه ممكن يموت قبل ما يعجز و شعره يبيض .. و كل تفكيره فى مستقبله الارضى حيشتغل ايه و يتجوز مين و كل همه ان حد يهتم بيه .. و لما يعجز يبقى يشوف بقى ابديته .. ما حدش فينا مقنع انه ممكن يموت قريب .. سايبنها كده .. الشباب لتدبير المستقبل الارضى و الشيخوخة للمستقبل الابدى .. للاسف

    ردحذف
  3. ربنا يرحم و يغيّر . شكرا للتعليق الرائع المؤثر. ربنا يبارك حياتك .

    ردحذف

إرسال تعليق

شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدروس المستفادة من صليب المسيح - سام

فكرت في صباح امس ما هي الدروس التي لابد ان تظهر على المؤمنين المسيحيين الحقيقيين المدركين و المصدقين في صليب المسيح و عمله الكامل الكفاري لفداء الانسان الخاطيء الاثيم فكتبت هذه الافكار و سأطرحها في هذه التدوينة باختصار في بعض النقاط السريعة و اتمنى ان تكون بركة للكل ,, 1 - الغفران : - يعني مسح , نظافة , عفو , محو الدين , نسيان - لا يُمنح لشخص مستحق  - امثلة : مثل ما فعل المسيح على الصليب و غفرانه للذين اساءوا اليه و ايضا القديس استفانوس الذي غفر للذين رجموه في صلاته الله ارسل ابنه (المسيح) لكي يمنحنا الغفران الكامل للخطية و عقابها و هو الموت الروحي اي الانفصال عن الله و الهلاك و العذاب الابدي في النهاية - مقياس غفراننا للاخرين : كما غفر لنا المسيح - غير محدود  2 - اللطف - الشفقة - التسامح : - اللطف و الشفق : تعني الرقة و الترفّق و معاملة الاخرين بدون قسوة و خشونة و حدة , تعني ايضا تخفيف الام الناس ببشاشة الوجه و بالكلام الطيّب الرقيق المشجّع  - التسامح : عفو و حُلم - بقوّة و بدون خنوع - دون ان اتخلّى عن حقوقي - هدفهم : لأربح الاخر و ابيّن التغيير الحقيقي الذي حد...

سفر نشيد الانشاد مُوحى به من الله - مقدمة مختصرة للتوضيح

اعترف باني اقوم بتجميع هذه المعلومات و انقلها باختصار و ايجاز من شراح و مفسرين ومعلمين الكتاب المقدس و مصدري الوحيد للمراجعة هو الكتاب المقدّس المُوحى به من الله و ساكتب لكم المصادر في اخر التدوينة,, اعدكم بالايجاز و تبسيط المعلومات و ترتيبها حتى نصل للهدف الاساسي و هو شرح هدف السفر و وضع مقدمة عنه و معرفة كاتبه و شرح المفاهيم الصعبة فيه و الشُبهات الوهمية,, 1 - اسمه نشيد الأناشيد ، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية : The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاماً عادياً، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً - هو السفر الثاني والعشرون من اسفار العهد القديم، وخامس الاسفار الشعرية ويسمى احياناً نشيد سليمان , كتب هذا السفر سليمان الحكيم، الذي وضع أناشيد كثيرة (1 مل 4: 32) 2 - الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية 3 - سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله و الكنيسة ، في صورة الحب الكائن بين عريس وع...

مقولة من "السؤال الذي لا يغيب"-فيليب يانسي

- "رغم أن المأساة تجعلنا نتساءل بحقّ شأن الإيمان، فإنها تؤكّد الإيمان أيضاً. حقاً إنها أخبار سارة أننا لسنا منتجات فرعية غير مُخطط لها لكون غير شحصي، بل خلائق إله مُحب يريد أن يعيش معنا إلى الأبد." ‫‏ - الحزن‬ هو المكان الذي يلتقي فيه الألم والمحبة. - نحن نصرخ إلى ‏الله‬ ليفعل شيء من أجلنا، في حين أن الله يفضّل أن يعمل في داخلنا وجنباً إلى جنبٍ معنا. - ‏المعاناة‬ أفضل كتاب في مكتبتي. فيليب يانسي