الموت
ربما
كنت تتوقّع في جريدتنا اننا لا نتناقش و نتحدث و نكتب عن هذا الموضوع اطلاقاً, و
لكنّي انشغلت و فكّرت كثيراً في الكتابة عنه هنا في سطور قليلة بواقعية و ايجابية
و بصراحة تامة.
الموت
في معناه هو توقّف الحياة, و الطب البشري صنفه لأنواع عديدة درستها في مادة الطب
الشرعي و لكن لا داعي لذكرها هنا, و لكن سنتخذ الموضوع بطريقة عملية لنتحاور فيه
معاً باختصار.
الموت
شبح يهدد كل الكائنات, فالكل محدود و لا يدوم, حتى نحن البشر فاجسادنا ضعيفة و
هزيلة و غير قادرة على البقاء للابد, الموت خطر يهدد البشرية و الخليقة بأكملها.
يوجد
موت روحي يجب على الكل معرفته و يعني الانفصال عن الله, فبالخطايا و الذنوب التي
نفعلها نحن منفصلين عن الله بسبب عصياننا له و العلاج الوحيد هو الاحتماء برحمة
الله و التوبة القلبية الحقيقية و طلب الغفران الالهي.
و
لكن الموت الجسدي يهدّد الكل , و العلم في هذه الايام يحذرنا من السكتات الدماغية
المنتشرة في مجتمعنا المصري كثيراً, و تحذرنا المواقع و الكتب الطبية من اشياء
كثيرة في المأكولات و الممارسات لتجنّب السكتات الدماغية و الموت المُفاجيء و الوقاية
منها.
و
لكن, اما تعلمون ان اعمارنا و اجالنا في يدي الله؟!
الله
له خطّة عظيمة و رائعة لحياتنا و يعرف يوم ميلادنا و اعمارنا و يوم مماتنا,
فمشيئته غير محدودة و هو العليم و الحكيم و القدير.
ليس
هدفي من الكتابة في هذا الامر هو نشر الرعب و الاضطراب بينكم, و لكنّي اتوجه الان
للقراء الاعزاء بوجهة نظري الصريحة و العملية عن الموت في سطور قليلة.
اذا
كان الموت قريباً منّي, ولا يعلمه غير الله, اذاً
- لماذا
استمر في عصياني لله و عدم مخافته و عدم التوبة عن حياتي الساقطة البائسة النجسة
الفاسدة ؟
-
لماذا استمر في تضييع وقتي في امور فارغة تافهة وقتية ولا استثمر وقتي في طلب الله
لانقاذ حياتي المعرضة للهلاك و طلب المغفرة و الرحمة منه ؟
-
لماذا استمر في الكد و الجهد في تغيير نفسي,و لكنّي افشل دائماً في ذلك, فكيف يكون
هذا و الله وحده القادر على تغييري فهو خالقي و ربي و سيد الكون كله و القادر على
كل شيء ؟
-
لماذا افكّر في الامور الوقتية الفانية و لا افكّر في الامور الممتدة الباقية, و
بمعنى ابسط, لماذا لا افكّر في اخرتي و مصيري النهائي ؟
-
لماذا لا استعد في كل لحظة من حياتي للموت القريب منّي و من الاخرين و كأن كل لحظة
تمر في حياتي هي اخر لحظة احياها قبل موتي ؟
-
لماذا لا احيا باقي ايامي القليلة الاخيرة في تقوى الله و رضاه , لماذا لا احياها
في طهارة و نقاوة و في عمل الخير ؟
كل
هذه الاسئلة اضعها امام نفسي و امامك و انا و انت وحدنا قادرين على اجابتها
بداخلنا, فالكلام لا يفي و يكفي مابداخلنا, و الله يعلم ما في القلوب
فهل
سنتغيّر عندما نعلم اننا راحلون قريباً, فهل سنتغيّر عندما نعلم اننا في رحلة
قصيرة هنا على الارض استعداداً للحياة مع الله بعدها الى الابد ؟
الله
وحده قادر ان يغيّرنا و يقربنا اليه و الى الحق و الطريق الصحيح.
الله
معكم
سام....
samfikry.com
ربنا يبارك حياتك يا سام
ردحذفلو كان العمر ثابت وهذا العالم مؤبد لكانت لكي يا نفسي حجه واضحه
ارجعوا إليّ ارجع اليكم
المشكلة ان الانسان فى شبابه عمره ما بيقتنع او يستوعب انه ممكن يموت قبل ما يعجز و شعره يبيض .. و كل تفكيره فى مستقبله الارضى حيشتغل ايه و يتجوز مين و كل همه ان حد يهتم بيه .. و لما يعجز يبقى يشوف بقى ابديته .. ما حدش فينا مقنع انه ممكن يموت قريب .. سايبنها كده .. الشباب لتدبير المستقبل الارضى و الشيخوخة للمستقبل الابدى .. للاسف
ردحذفربنا يرحم و يغيّر . شكرا للتعليق الرائع المؤثر. ربنا يبارك حياتك .
ردحذف