سلام
لكم/
نتواصل
اليوم في سلسلة تدويناتنا عن رحلة المسيح للصليب و القيامة و اليوم سأتحدّث عن
ثورة حقيقية ينبغي ان تبدأ و تقوم في حياتنا ,و اتخذ مبادئها و دروسها من مقطع من
الكتاب المقدّس (انجيل متى 26) و قصة شهيرة في صلاة المسيح في جثسيماني و مرافقة بطرس و يعقوب و
يوحنا له هناك,
باختصار,
سأتحدّث عن القصة بوجهة نظر عملية بسيطة و سهلة عما يحدث في حياتنا في هذه الايام
و ما يجب ان يحدث ايضاً و ما يجب ان لا يحدث فنندم عليه,
هيا
لنبدأ, تبدأ قصتنا و المقطع الكتابي الخاص بتدوينة اليوم عن ذهاب المسيح و اخذه
لبطرس و يعقوب و يوحنا معه لضيعة جثسيماني ليصلّي قبل تسليمه بلحظات قليلة ,و نرى
في صلاته و حديثه مع تلاميذه صعوبة الالام و الاحمال التي عليه من كل البشرية و
العدل الالهي الذي سيُطبّق على المسيح في الصليب كالانسان الكامل و ايضاً تسليمه
الكامل لمشيئة الله الاب و للحكم الذي سيحمله على عاتقه بدل و نيابة عن كل البشرية
الساقطة الفاسدة, يا للعجب, الهي, سيدي , اعظم الكل, الفريد , القادر على كل شيء,
الخالق, به كل شيء كان , يأتي و يتنازل و يتجسّد و يتضع و يفكّر في و يحمل على
عاتقه اجرة و عقاب اثامي و يموت عنّي و
يسفك دمه لأجلي فبدون سفك الدم لا تحصل المغفرة, بكل تسليم و بكل خضوع و بكل اصرار
و بكل اتضاع ذهبت للصليب بخطوات ثابتة و مُت عنّي و عن البشرية كلها طوعاً و
اختياراً,
نستكمل
قصتنا البسيطة المختصرة المعروفة لمعظمنا, في صلاته في جثسيماني قال " ليس
كما اريد ان بل كما تريد انت" , و هذا درس ايضاً لنتعلمه في حياتنا, نحن كبشر
تعوّدنا على ان نعمل بارادتنا و نتحّرك بارادتنا و نعيش بارادتنا في كل الامور و
كأننا خلقنا انفسنا ! , ارحمنا يا رب, انت المتحكّم في كل ما يحدث حولنا, لا شيء
يحدث من حولنا الا بسماح منك , و نحن هنا على الارض لنعيش في خطتك و ارداتك
الصالحة و المرضية و الكاملة , فعلّمنا لنعيش حسب فكرك فأفكارك من نحونا سامية
راقية ,فهي افكار سلام لا شر, لنتعلّم هذا الدرس من السيد المسيح في خضوعه و
تسليمه لارادة الله الاب و هذا الدرس سيعالج تذبذبنا و ندمنا المتكاثر و تقلقلنا
في امور كثيرة في حياتنا , فمن يعمل و يعيش بحسب ارادة الله من الصعب ان يذل و ان
يفشل و ان يندم على قرار اتخذه في ارادة الله و بحسب رأيه !
امر
المسيح تلاميذه قبل ان يذهب ليصلّي ان يمكثوا في مكان و يسهروا معه, ففوجيء بعد
مجيئه بعد صلاته انه وجدهم نياماً, فسألهم عندما جاء و قال لبطرس "اهكذا ما
قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة؟" , يا للأسف, يعاتبنا الله في هذه الايام يا
اصدقائي الاعزاء عن نومنا و تكاسلنا المتزايد يوماً بعد يوم, من كثرة انهماكنا في
اعمالنا و انهماكنا في ظروف الحياة العامة و السياسية و ضياع اوقاتنا في امور
تافهة , فقدنا الحس الروحي و اليقظة و فترنا و ضعفنا جداً, الله اصبح ليس له مكان
في حياتنا , و يوجد من هم افضل منا قليلاً , من يضعون مكاناً لله في يومهم في وقت
الكنيسة فقط !
وا
اسفاه ,, اصابنا فصام روحي و ضعفنا و تراخينا و تكاسلنا و بعدنا عن هدفنا الحقيقي
و قضيتنا الاساسية من تغربنا و ارساليتنا هنا على الارض كمؤمنين حقيقيين بالله, نسينا
الله , نسينا شركتنا معه و مع اولاده المؤنين, تركنا محبتنا الأولى , ارحمنا يارب
!
يجب
ان يكون الله في حياتنا أولاً, و الكل يليه, الله أولاً ثم وظائفنا و خدماتنا و
اولادنا و بيوتنا, فمنه و به و له كل الاشياء, اذا كان هذا اسلوب حياتنا, فسنعاين
تغييراً جذرياً مما نعانيه من ضعف روحي و جسدانية و بُعد عن الله,
فلنتُب
عما فعلنا و نرجع لمحبتنا الأولى و نطلب المعونة و القوة من الله.
في نهاية
قصتنا, يذكر الوحي بقلم القديس متى عن ان مشهد "النوم" تكرّر من تلاميذ
المسيح مرة اخرى, بعد هذا قال لهم السيد المسيح "قوموا ننطلق" , ياله من
أمر هام و يجب ان يكون اسلوب حياتنا , ان نعيش في قيامة و انطلاقة مستمرة فلا ننم
و لا نغفل و لا نتكاسل كثيراً , يعاتبنا
الله في هذه القصة البسيطة المحفوظة على ضعفنا و بعدنا و فصامنا الروحي, الله يجب
ان يكون اولاً و ان يكون له كل امور حياتنا , فاعمالنا و اوقات فراغنا و اوقات
ترفيهنا و بيوتنا كلها له و لمجده و لارضائه , الله يجب ان يظهر في حياتنا فيروا
الناس فينا صفاته واضحة جليّة مؤثرة فيهم !
ختاماً,
لنثور و لا نرضى عن حال النوم الروحي و الغفلة و التكاسل الذي نعانيه في حياتنا في
هذه الايام و نقوم من الاموات و النوم و لنعش في يقظة و انطلاقة و قيامة دائمة فلا
نسقط و لا نضعف و لا ننهزم من عدو الخير سريعاً.
الله
يسهر علينا و يعتني بنا و يرعانا و يحفظنا حتى في نومنا هذا و يعاتبنا كثيراً على
النوم المتزايد و تضييع الاوقات و لكن يا لعظمته و يا لعنايته الفائقة فهو يسيّج
من حولنا و من حول كنيسته ايضاً و لا يقدر علينا احد فنحن محتمين به,
ولكن,
احذر ! , فان وقت مجيء المسيح قريب ليدين الاحياء و الاموات, المسيح كما اتى لنا
من قبل ليفدي البشرية الساقطة و ينقذها سيأتي سريعاً و قريباً جدا حيث وعدنا في
كلمته الحية كالديان العادل حتى يدين الكل, ولا شيء للدينونة على من هم في المسيح,
أي امنوا بالمسيح و صدقوا صليبه و موته و فدائه و غفرانه لهم على الصليب و اعترفوا
بكل اثامهم و فجورهم و ذنوبهم و طلبوا الاحتماء في فداء المسيح و خلاصه, اما من لم
يؤمنوا فتنتظرهم دينونة رهيبة صعبة لا رجوع فيها الى الابد, لنحترز و لنتب و لنقوم
من غفلتنا فيضيء لنا المسيح !
الله
معكم
سام
12 –
4 – 2012
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!