حزن ايجابي – اكتئاب ايجابي – وقفة ايجابية
منذ صغري تعلمت ان اكون مراجعا و متذوق لكل كلمة سأقولها و لكل مشاعر اعيش فيها و تعلمت الصراحة و الفضفضة للاخرين و كنت اول من يدرس الأمر قبل قوله و قبل نشره.
وقفت صامتا شاكرا ربي امام ماحدث في الاسكندرية ليس فقط من الضحايا و لا من المصابين بل من بشاعة الجريمة و اتهام جهات ليس لها دخل بالأمر فالاتهام كله لأعداء الله و للاشرار و اتباع ابليس(الشيطان).
لم و لن اتهم احد بهذه الجريمة و لا بما سبقها من جرائم قتل لم نعتاد عليها في مجتمعنا الشرقي البسيط اللطيف الاجتماعي, مجتمع النكتة الخفيفة و الضحكة البسيطة و مجتمع البساطة و المحبة المتبادلة و كرم الضيافة و التعاون المتبادل بين كل اطرافه و معتقداته ,فلذلك اعتز و افتخر باني مصري و ولدت بصعيدها و عشت بجوار شواطئها و حدائقها و تعلمت في مدارسها و جامعتها.
مصر ستظل بلد محبوبة للكل برغم مايفعله فيها الاعداء و الارهاب.مصر مستهدفة لان الله يعمل فيها و شعبها يرجع له و يتوب عن كل ذنوبه و يحب الدين و تعاليم الكتب السماوية.
و لكن دعوني ان ادخل في موضوعي"الحزن الايجابي", يبدو لك عزيز القاريء صعوبة فهم العنوان او الاصطدام به في ايجابية الحزن و الاكتئاب , و لكن اروم من كل قلبي ان تصل لك الفكرة المبسطة المختصرة المفيدة من هذه المقالة البسيطة.
ساتحدث من دستوري الرئيسي و كتابي الرسمي و الثابت على مدى الاجيال و هو الكتاب المقدس "كلمة الله" و هذا ليس تعصب مني بل لانه كل حياتي و اني اتغذى عليه يوميا و اني لا اتطرق الى كتب اخرى لاني معي المصدر الرئيسي الذي لا يتغير,كلمة الله الحية الفعالة الباقية الى الأبد .
تتحدث كلمة الله عن الحزن بمعنيين كما نحن نعرف يوجد حزن سلبي و اكتئاب سلبي و اخر ايجابي.السلبي يعني حزن على فقد شخص او شيء و لن يرجع مرة اخرى او حزن على خسارة شيء لن يرجع ابدا و يظل الانسان متمسكا بحزنه و لكن شكرا لله الذي اعطانا نعمة النسيان لننسى حزننا و همنا و نتكل عليه و لكن يوجد بعض الناس يتمادون و يستمرون في حزنهم و كئابتهم حتى موتهم بسبب شيء غير نافع بلا جدوى.رأيت وجوه الناس مظلمة و مسودة و دموعهم كثرت في الايام الماضية بسبب ماحدث ولا داعي ان نتحدث مرة اخرى عن ماحدث لأن كل الاعلام وقف مع الحدث و تحدث عن كل جوانبه و لكن الحزن و الاكتئاب زاد عند البشر بسبب البيئة المحيطة بهم الممتلئة من المصائب و البلايا و الاحباطات و المفشلات و نشر صور و فيديوهات على كل الصفحات و الانترنت و المجلات بما يحدث من حولنا تثير الجدل و يصعب على الانسان تحمل ما يراه فيها من دماء و اشلاء و جثث و ضحايا و هذا غفلناه في الايام الماضية و لم نقدر اطفالنا و براءتهم و ضعف انفسهم في تحمل رؤية شيء مثل هذا فزاد الحزن و زاد الهم و زاد الخوف في قلوب الناس و اصبح الاكتئاب مرض معدي و منتشر و مستوطن في مجتماعاتنا التي كانت صاحبة الكاركتير الحقيقي و النكتة الخفيفة و الابداع في الكوميديا و الهزار.
كفى حزن سلبي,كفى اكتئاب سلبي لا يفيد بل يضر الانسان في نفسه و روحه و جسده و يؤدي به الى امراض قد يصعب علاجها و تؤدي به الى الموت.
يقول الكتاب المقدس:
لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم – الانسان ربما يحزن باشياء فانية ربما العدو يكبرها في فكره و ايضا الاعلام المحيط بنا و لكن الله يدعونا ان لا نحزن لاننا اذا سلمنا له كل مالنا من حياتنا و قلوبنا فلا نحزن لاننا معه و في يده و متكلين عليه فهو القدير العالم بكل شيء الغفور الرحيم الذي يغفر لنا و يسامحنا عن معاصينا و فجورنا مهما كانت صعبة
.................................................................................................................................
أما عن الحزن الايجابي و الاكتئاب الايجابي و الوقفة الحقيقية مع النفس فهي التي يدعونا الله اليها اليوم و ادعوكم اليها اليوم لنتحد فيها معا
تقول كلمة الله :
في انجيل القديس متى البشير
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون
طوبى لأنقياء القلب لانهم يعاينون الله
طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات
فمن هنا نقدر ان نستنتج ان الحزن الايجابي الحقيقي الذي يجب ان يكون في قلوبنا و في حياتنا هو على خطايانا و معاصينا و على مايدور حولنا من شر و ان ندعو الله ان ينقي قلوبنا لنراه في حياتنا يعمل بشكل و اضح و نعاينه بالايمان في كل طرقنا و في عملنا و كل حياتنا و الحزن الحقيقي الايجابي يولد فينا الشعور بالتوبة للتخلص من المعاصي و الخطايا و الذنوب كما في كلمة الله في تعاليم القديس بولس الرسول
اعتقد ان الفكرة الرئيسية وصلت . و في نهاية الايام نرى هكذا
كل هذا في هذا الايام الاخيرة التي تدعونا الى الاقتراب الى الله و محبته و التوبة و ترك الخطايا
فيقول الكتاب
من يكتم خطاياه لا ينجح, و من يقر بها و يتركها يرحم
اتمنى من كل قلبي ان نعيش الحزن الحقيقي و الاكتئاب الحقيقي في وقفة مع انفسنا و لتغيير سلوكنا و للتوبة عن شرنا و عن مافعلنا من خطايا الفكر و العادات السيئة و الحسد و النميمة و الخصام و الحلفان و الشتيمة و الزنا و البعد عن الله و الانشغال بالاهواء و الشهوات و العواطف الخبيثة و الخداع ورا ابليس.ليتنا نتوب الى الله و نصرخ له ان يرحمنا و يسامحنا و يطهر قلوبنا و ينقينا و يطهرنا من كل خطية و ذنب و معصية فنعيش لله بالايمان و نتكل عليه ولا نحزن لان كل حياتنا ملك له الى الأبد حتى مصيرنا الأبدي سيضمنه كما وعد لنا
لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد.لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
ربنا معاك و اصلي من كل قلبي ان تكون الفكرة قد وصلت لك بكل معانيها
ليتنا نحزن عما نعيش فيه من ابتعاد عن الله و عن فجورنا و معاصينا و نقول له
قلبنا نقيا اخلق فينا يا الله – طهرنا من معاصينا – اغفر لنا ذنوبنا – ارحمنا و خلصنا مما نحن فيه.
الله معك
سام طلعت فكري
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!