ظاهرة "السمّيعة"
اصابني الاحباط هذه الأيام الاخيرة و خصوصا في مجتمعي الشرقي الساذج الذي يعترف بحضاراته السابقة و يفتخر بها و هو ليس متحضرا على الاطلاق ولا يعرف التطور و التقدم .
و اصابني الاحباط اكثر عندما وجدت كل من حولي و خصوصا في الكنائس و المساجد انتشرت فيما بينهم عدوى "السميعة" . اعتادوا على الاستماع الكثير للكلام و التوبيخات و التحريضات و التحذيرات في العظات الدينية و في كل مكان و مع انهم يتأثروا لوقت من مايسمعونه ولكن ينسونه .. فكثرة الاستماع مربكة للحياة و محيرة للعقل . فالانسان يجد نفسه مشتت عندما يسمع كثيرا حتى لو كانت الامور التي يسمعها متشابهة و في نفس الاتجاه كمثل الكلام الكثير فان كثرة الكلام لا تخلو من المعصية.
استمعنا كثيرا و تناقشنا كثيرا و اتفقنا على اشياء كثيرة .. فأين العمل ؟؟ أين التغيير ؟؟ أين النهضة؟؟ أين الصحوة و اليقظة ؟؟ اين التعاون و التماسك ؟؟ أين النضوج و التقدم ؟؟
عندما تتكلم مع الناس و تتحدث اليهم عن أمر ما فكالعادة الرد محفوظ هو انهم سنعوا هذا الكلام من قبل او احد الناس قال لهم هذا من قبل دون أي تأثير فيهم و دون أي تغيير.أين المشكلة؟؟
المشكلة هي اننا نسمع ولا نعمل ,نتعهد ولا نفي ,نقول ولا نعمل,نكذب على انفسنا و على الاخرين و على الله .
السمع ما أكثره و خصوصا لمن نحبه و لمن نرتاح عندما نسمعه و لكن هل من تغيير ؟؟ هل من تأثير ؟؟ هل من عمل ؟؟ هل من تعهدات نفي بها و نكون أمناء فيها ؟؟
الله شاهد اني مللت السمع الكثير بدون أن اعمل و لكن احب ان اسمع كثير و اعمل ما اسمع به
مرة كنت اكتب قصيدة بعنوان "تعبت من الناس" فقلت فيها
تعبت من الناس الكذابة .. تعبت من العيشة في الغابة .. تعبت و مش قادر اتصرف .. بس الناس شقيانة و غلابة
بيقولوا كلام مابيعملوهوش..و شاطرين بس يقولوا كلام .. سميعة و ودانهم كبرت .. من الوعاظ و من الاعلام
صدقوني الناس معذورة و لكن الحل في يدنا اننا نتغير و اننا عندما نقتنع بما نسمعة نفي به فورا و نتعهد بالتغيير و نعيش بأمانة أمام الله في سلكونا و تصرفاتنا و أفعالنا و نعيش في تقوى و مخافة لله.
الحل في يدك يا من سمعت كثير عن التغيير و عن الايجابية و يا من سمعت ايضا كلام محبِط و مفشِل عن عائلتك و بلدك و كل ما يخصك.
التغيير في يدك.. الله خلقك على صورته لتعبده عبادة شريفة و تكرمه و تعمر الأرض و تحبه من كل قلبك و نفسك و فكرك و قدرتك و تحب قريبك كنفسك .. الله يحبك فلهذا خلقك ولا فرق بين اي ديانة عند الله فالله يحب الكل و اختار الكل.
ما أسهل أن تسمع !!
ما أصعب أن تعمل ما تسمع به !!
يقول المثل الانجليزي الشهير "الأفعال و ليست الأقوال"
ارجوك قارئي العزيز .. لا تعيش محبط و لا فاشل و يائس و عاجز
تعرف على الله الذي يحبك و اكرمه في حياتك و حب كل الناس سواسية و تعلم ان تكون ايجابي ولا تتحدث عن الاخرين بل كن سبب بركة و تغيير لهم ..
التغيير في يدك !! انت فيك أمل !!
لسة ربنا موجود و حاميك و ساندك في حياتك
اتكل عليه و اطلبه في كل وقت و قم بتغيير نفسك و الاخرين ليس بالكلام و لكن بأفعالك الخيِّرة نحو الناس و نحو الله .
اخدم الكل و سامح الكل و قدر الكل و كن عادلا و لا يكون عندك محاباه .
شكرا يا من قرأت المقال و يامن سمعت و قرأت كثيرا
التغيير في يدك و الأمل في يدك و القوة سيمنحك اياها الله
اتكل عليه و هو معك
صمويل طلعت فكري
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني تعليقك و رأيك فيما قرأت , رأيك مهم جدا I need your Comment!