تربيت في بيئة استقطابية تكفيرية، تعلّمت منهم عدم الثقة في احد، كانت دائما في ذهني وقلبي معركة البحث عن الهوية، و عشت وسط العنف والصراعات، دُمِرَت ذاتي من بيئتي وتربيتي حتى اصِبت بالاسقاط الدائم واللوم على الآخرين دون النظر الى نفسي بل اعظّمها احياناً. وبذلك كنت اشير واصر على ان السبب في كل المشاكل المحيطة هم الآخرين ولم اعد انظر وافحص نفسي، ولكن صراحة بداخلي ضعفات وسقطات كثيرة وشعور بعدم الأهلية و النقص، فكنت متحرّكاً وطالباً للإثارة وساعياً للفت إنتباه من حولي. ترعرعت وسط اسرة منقسمة متفرقة، وفقدت ابي منذ وقت قصير، وكنت دائماً اتعصّب عندما ارى الصراعات الدائرة بين والديّ والاختلافات التي دارت بيني وبينهم، مررت بفشل ذريع دراسياً وعملياً وعلاقاتياً، واشعر دائماً بأني مهمّش في وطني وبيتي ومكان دراستي وعملي بل وعاصرت وعاينت العديد من الصراعات وعدم الاستقرار الاجتماعي، فانضممت لمجموعة لها افكار حماسية ونضالية وبطولية وخلاصية واكثر ما اسعدني وابهرني فيهم هو شعوري بأهميتي وسطهم وتأثرت سريعاً بأحكامهم وسلوكياتهم وتوجهاتهم من جرّاء احتياجي للانتماء واختلاقهم لي شعور بخطر خارجي ضدهم وضد...
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry