حتى "الإلحاد" قُمنا بتحريفه، فأصبح عقيدة نعتنقها وجماعة ننضم إليها، أصبح "موضة" الشباب المزاجي الذي يبحث عن تغيير وهمي يملأ الفراغ والنقص الذي بنفسه وبداخله، أصبح إلهاً جديداً نؤمن به وندافع عنه ونحارب لأجله ونسخر ممن يعادونه ويعادون أفكاره ووصاياه، أصبح ملجأ ومأوى ومخرج غير مُحصّن للهاربين من البحث على إجابات لتساؤلاتهم عن الله دون إعمال العقل والبحث عن النور والحق والطريق عن وعي وبمنطقية، أصبح دعوة لرفض إله ديانة معيّنة بل والديانة بأكملها بشعائرها ونصوصها والتابعين لها دون البحث المُخلِص عن وجود الله، أصبح مكاناً للتعميم واستنتاج مفاهيم مغلوطة دون مراجعتها وإعادة تعريفها والتفتيش عنهابعقلانية، وأخيراً صار هيكلاً سريع الفناء والزوال والخراب بسبب عدم وجود يقينية وإيمان بشيء مُطلَق وحقيقي فهو يتعامل مع كل شيء بنسبيّة حتى إنه لا يؤمن بقانون أخلاقي مُطلَق .. الإستنارة قادمة لا محالة. ملحوظة:/ هذه المقالة التي أنشرها لا أعمّم فيها ولا أدين أحد بعينه، لكنها نقدية استنتاجية لما يحدث من حولنا كعرب دون وعي وعقلانية ومنطقية وعقل نقدي عامِل.
طبيب نفسي ومشير يفكّر في الله، الحياة، والإنسان. Twitter: @samfikry